الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس:فصل المقال ما بين الغش في الباك وحكومة المسواك

أحمد فردوس:فصل المقال ما بين الغش في الباك وحكومة  المسواك

توقيع التزام والمصادقة عليه من طرف آباء وأمهات وأولياء أمور تلاميذ وتلميذات البكالوريا يهدف حسب حكومة بنكيران ووزير تعليمها إلى الحد من ظاهرة الغش، لكن المعنيين بالأمر والمتتبعين والمهتمين للشأن التربوي بالمغرب يعتبرونه إجراء قمعيا إرهابيا بامتياز، خصوصا لما صاحبته صفقة تثبيت كاميرات المراقبة وسط الأقسام وممرات مرافق المؤسسات التعليمية، مع استعمال الألواح الكاشفة عن كل ما من شأنه أن يساعد الممتحن في تسريب مواد الامتحانات.

ألم يكن من الأجدر والأليق تثبيت تلك الكاميرات بالمستشفيات والمستعجلات وغرف العمليات ودور الولادة ومراكزنا الصحية التي لا تخلو من شبهات وسلوكات تحط من كرامة المواطن والمواطنة وتضرب في الصميم الحق في الصحة والتطبيب؟

ألا تستحق مكاتب الوزراء المكيفة حصة من المراقبة والتتبع والاطلاع على ما تزخر به من أبهة وفشوش، ألم يكن من الأليق تثبيت كاميرات المراقبة بكولورات الوزارات، وداخل سياراتهم لمعرفة وجهتهم، وما تحمله من زبناء ومقربين، والكشف عن الأغراض المحملة بها؟

ألم يكن من الأليق تعليق كاميرات المراقبة بمكاتب رؤساء الجهات وعمالات الأقاليم و" بيروات " رؤساء المجالس، وتتبع خطواتهم أثناء تمرير صفقات الجماعات الترابية، وخلال اجتماعاتهم ودورات مجالسهم المنتخبة ؟

ألم يكن من الأجدر تثبيت أكبر كاميرا فوق سماء المغرب لمعرفة من أين دخل الغش في سلوكات مجتمعنا المؤمن بقيم الإخلاص والتضامن والأمانة ؟ ألم تساهم سياسة بن كيران في تعميق سلوك الغش بعد رفعه شعار " عفا الله عما سلف " في زمن التملص الضريبي، وتقديم امتيازات للمقربين والمحظوظين ؟ ألا تساهم الحكومة في تشجيع الغش والنصب والاحتيال لما يرى المواطن المغربي بأم عينه آثار النعمة تعتلي خذوذ ووجوه المنعمين بكراسي المسئولية بجماعاتنا الترابية، وكيف تحولوا من مواطنين بسطاء إلى مواطنين من علية القوم يملكون الأرصدة والعقارات والفيرمات والفيلات ؟

الكل اليوم يمسك بالغش متلبسا في الوزن، في الجودة، وفي الكلمة، وفي الممارسة، الغش في الانتخابات، في الصفقات، في السوق وفي الشارع وفي المؤسسة، أينما وليت وجهك تجد الغش يلبس لبوس الطهارة ويضع قناع التقية، ويطلب من الله مع المقهورين بموت الغش حتى في المسجد.

كم من الشركات والمقاولات استفادت من ريع الحكومة أمام مرأى ومسمع من شبابنا وأمهاتنا وأطفالنا ونسائنا حتى أصيبت معدتنا بالغثيان ؟ كم من الانتهازيين والوصوليين اضحوا متحكمين في رقاب البلاد و العباد وسرقوا أحلام دستورنا الوردية؟ كم من بصمات في موقع جريمة اغتيال الصدق والأمانة والإخلاص تحملها أداة جريمة الغش ؟؟

الغش يا سادة يا كرام تسرب من بين مكاتبكم المكيفة، وبين شقوق صفقاتكم ، وفاحت رائحته من جيوبكم وأرصدتكم، أما توجيه الاتهام نحو تلاميذ الباك و التربية والتعليم فذلك مجرد لغو.