هل من مصلحتنا كفعاليات جمعوية وسياسية أن نرفع من سقف مطالبنا عندما تتاح لنا فرصة اللقاء مع المؤسسات الرسمية؟
أليس من القيم السامية أن نتجرد من تحقيق الأهداف الشخصية التي تضرب في العمق المصالح العليا التي يسعى إليها الأغلبية ومن باب الوطنية ؟
كيف سنحافظ على مصداقيتنا وعلى تاريخنا النضالي إذا مارسنا الكذب والنفاق فيما بيننا ؟
ماهي الرسائل التي سنوجهها للبديل الذي سيحمل المشعل من بعدنا ليقود مسلسل النضال دفاعا عن المكتسبات التي حققناها ،وقائمة المطالَب التي لازالت معلقة ؟
أسئلة أوجهها إلى كل الذين تحملوا مسؤولية الحوار مع مختلف المتدخلين الذين يهمهم الانفتاح المسؤول مع مطالب مغاربة العالم المشروعة
كل مبادرة تكون مرتجلة تؤول إلى نتائج عكسية ،وكلما انحرفنا عن التوابث التي تشبعنا بها خلال سنوات إقامتنا في بلدان ديمقراطية ،وعن التربية السياسية التي آمنا بها لسنوات ،خسرنا تاريخنا ومستقبلنا .
مبادرة مغاربة العالم الأمل الأخير قبل الانتخابات التي ستجرى في أكتوبر القادم ،محاولة ساهمنا فيها ولم نتمكن من متابعة كل مراحل تنفيذها لالتزاماتنا في دول الإقامة ،فنسبة نجاحها سيكون نسبيا وفشلها في تحقيق ما كنا نصبو إليه جميعا سيكون كارثيا على مستقبل علاقتنا بالمغرب ،وستتضاءل آمال استمرار الأجيال المزدادة بالخارج بهويتهم ،هي حقيقة بدأت ملامحها تظهر خلال السنوات الأخيرة ،نحن أمام جيل فقد هويته المغربية وهو في طريق أن يفقد هويته في بلدان الإقامة ،دليل ذلك قوافل المجاهدين المتجهين لمناطق التوتر ،والقنابل الموقوتة التي انفجرت في باريس وفي بروكسل والتي لازالت تشكل خطرا على المجتمعات الأوربية بصفة عامة.
إن طموحنا كبيرا في المساهمة في رسم سياسة تتعلق بالهجرة وتهم خمسة ملايين مغربي ومغربية وانشغالاتنا اليوم في تحقيق تقدم في حوارنا مع الدولة المغربية ،في الوصول إلى اتفاق مبدئي من أجل تفعيل فصول الدستور الذي ضمن لنا حقوق كجزء من المغاربة.
لكننا نواجه تحديات كبرى ويبدو الأمل ضئيل في تحقيق الأهداف التي سافر من أجلها مجموعة من الفعاليات التقت مع فرقاء سياسيين من الأغلبية والمعارضة وعجزت عن إقناعهم بعدالة قضيتهم ، ملامح الفشل بدت من خلال غياب برنامج وإستراتيجية ومنهجية ،تشتت الأفكار ،وأصبحنا فعلا نواجه نفقا مسدود.
لن تكون هناك ندوة صحفية يختم بها الفريق رحلته المغربية، ولن يكون هناك بيان يتضمن حزمة من القرارات التي تم التوافق عليها والتي تحفظ صورة النضال الذي قدناه لسنوات في الهجرة
وإلى مبادرة أخرى نتمنى للفريق الذي قاد المفاوضات عودة ميمونة لدول الإقامة مع تمنياتي الخالصة للجميع بصيام رمضان كريم.