الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

مبادرة مغاربة العالم والأفق المسدود

مبادرة مغاربة العالم والأفق المسدود

تابعت من بعيد رحلة فريق من مغاربة العالم يسارعون الزمن من أجل إقناع الأحزاب السياسية والحكومة بعدالة مطالبهم، في المشاركة في الاستحقاقات القادمة، لكن يبدو أن الظروف التي تجري فيها المشاورات واللقاءات مع الأحزاب والمؤسسات المكلفة بالهجرة لا تبشر بأن الحلم سيتحقق، لاعتبارات عدة منها، غياب الحماس لدى العديد من الجهات التي تمت لقاءات معها واستحالة اتخاذها لمواقف صريحة وواضحة.. ثانيا أن الخليط من الفعاليات المشكل للوفد يفتقد للتجانس المطلوب الذي من الواجب أن يَصْب في وحدة الكلمة، ووحدة الخطاب، والابتعاد عن الأنا والزعامة التي ظهرت جليا لدى العديد من الأشخاص الذين يفتقدون مع كامل الأسف لثقافة سياسية تجمع ولا تفرق، تسعى لتحقيق حلم خمسة ملايين مغربي يعيشون في الخارج.

اللقاءات التي تمت بالأمس مع جهات عدة لم ترقى لتطلعات من حضر، ولا للذين ومن بعيد ينتظرون تحقيق المعجزة..لا الأحزاب السياسية استطاعت أن تكون مسؤولة وتعطي لهذه اللقاءات أهمية من خلال تحمل رؤساء الفرق شخصيا حضور اللقاء، باستثناء الاتحاد الإشتراكي.. الحوارات التي تمت لم تقنع المحاورين، بل سارت في اتجاه دعم المبادرة المحتشم في غياب الآليات العملية والمواقف الواضحة.

عدم وضوح الرؤيا دفع بالفريق المحاور لطرح فكرة ندوة تقام في البرلمان لمناقشة  مطلب مغاربة العالم في تفعيل الفصل السابع عشر، تحضرها الأحزاب وتختم ببيان واضح يعكس إرادة الحكومة والأحزاب السياسية في دعم المشاركة السياسية لمغاربة العالم.

وعودة للقاءات الأمس، لقاء لم يكن بتاتا في أجندة الوفد إلا أنه وبطلب من أمين مجلس الجالية المغربية بالخارج، وبإلحاح منه تم ودام ساعتين، لم يخرج عن ما أصبحنا نقرأه من مواقف في الصحافة الوطنية.

لقد طالب بعض المشاركين في الوفد عقد ندوة صحفية مشتركة يتم فيها التأكيد على ضرورة تفعيل الفصل المتعلق بالمشاركة، وكذا أحقية مغاربة العالم في التمثيلية في المؤسسات التي نص عليها الدستور الجديد.

فكرة الندوة الصحفية لم تلق تجاوبا، وبالتالي يبقى خطاب المؤسسات التي تمت بينها اللقاءات غير مشجعة، ولا تبشر بأن الحلم سيتحقق في ظل المواقف المتذبذبة.

الحوار سيتواصل اليوم مع باقي الفرق البرلمانية، والندوة الصحفية التي كان من الممكن أن تتوضح فيها نتائج زيارة وفد مغاربة الخارج لن تكون بسبب إكراهات كثيرة تحول دون عقدها.

هل نعتبر مواقف الأحزاب بدون استثناء تسير في اتجاه صعوبة تحقيق مطلب مغاربة العالم في المشاركة؟

الجواب سيجيب عنه البيان الذي سيصدر عقب انتهاء لقاءات اليوم.