الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

فضاء "ماكلتي" يقتحم الحي الصناعي بسيدي البرنوصي لإنقاذ عماله من وجبات "سْلّْكْ"

فضاء "ماكلتي" يقتحم الحي الصناعي بسيدي البرنوصي لإنقاذ عماله من وجبات "سْلّْكْ" فضاء ماكلتي وفي الإطار أحمد سدجاري (يمينا) وجمال جلول

هي ساعتان فقط من الآن، وسيرفع الستار على أهم حدث من الممكن أن يُزف لعاملات وعمال المنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي في مدينة الدار البيضاء خلال أول أشهر السنة الجديدة. إذ توضع في هذه الأثناء اللمسات الأخيرة حتى يؤرخ منتصف اليوم، الخميس 18 يناير 2018، موعدا لافتتاح فضاء "ماكلتي" الخاص بتقديم الوجبات السريعة.

وبذلك، يتجسد حلم أفواج هائلة ممن عانوا ولسنين طويلة تبعات تناول طعامهم في الهواء الطلق، وتحت ظروف بعيدة عن الحد الأدنى للسلامة الصحية. هذا مع ما يتيحه المشروع من نصرة بينة لحملة القضاء على ظاهرة احتلال الملك العام، والتي تعد عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي رائدة محاربيها على الصعيد الوطني بدليل الأرقام والمعطيات.

ولأن لهؤلاء "الفراشة" أيضا قدر كبير من اهتمام المشرفين على الفضاء، هم أنفسهم من سيستفيدون من الأخير، حسب ما أكد عليه أحمد سدجاري، رئيس جمعية تنمية الفضاءات العمومية. مردفا، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، أن الغاية كانت وستبقى منصبة على حفظ وصيانة كرامة الباعة، وكذا ساكنة الأحياء التي كانت منزعجة باستيطانهم.

وبعد أن لفت إلى تواصل جهود إحداث فضاءات أخرى في القريب العاجل، تماشيا مع السياسة الحكومية الخاصة بتنظيم الباعة الجائلين وتحرير الملك العمومي، ذكر أحمد سدجاري أن كل تلك المشاريع تؤسس من طرف اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يترأسها العامل نبيل خروبي، بتنسيق مع جمعية "تنمية الفضاءات العمومية" والمستفيدين.

ومن جهته، أكد  جمال دلول، الكاتب العام لجمعية تنمية الفضاءات العمومية، على أن عدد الباعة المستفيدين يصل إلى 20  فردا من الجنسين، كانوا بالأمس هدفا لأصابع الاتهام بغزو المجال المشترك وعرقلة عمليات السير والجولان، مع أنهم في الوقت عينه ضحايا أوضاع اجتماعية هشة. ومن هذا المنطلق، يتابع جمال دلول في حديثه إلى "أنفاس بريس": كان التفكير جديا في مصيرهم المعيشي، ومن ثم الاستقرار على تخويلهم هذا الباب الرحب لدخول مرحلة أخرى من مراحل كسب قوتهم، لكن باستعادة كرامة طالما انتزعت منهم قهرا.

ولم يفت الكاتب العام، دلول، أن يعرج على ما يمكن أن تعود به خدمات فضاء "ماكلتي" على الزبناء، من قطع مع مظاهر الأكل المقززة، والمتيحة لشتى أسباب المغامرة بأغلى ما يملكه الإنسان. مقابل توفير بديل يحمل جميع تجليات النظافة والجودة إلى جانب الثمن المناسب. حيث، والكلام دائما لجمال دلول، تمت دراسة كافة هذه الترتيبات، ولم يترك أي احتمال للصدفة. والآن، يختم المتحدث، عقب أن مُنح الباعة، يوم أمس الأربعاء، لباسا خاصا وشاركوا في قرعة معرفة مواقع عملهم، لم يبق سوى انتظار بداية العد العكسي لقول "باسم الله مجراها ومرساها..".