أثار الإعلان الذي نقلته بعض وسائل الإعلام ذات الصلة بالمؤسسة العسكرية في الجزائر عن “افتتاح مستشفى عسكري جديد” بالعاصمة نقاشًا واسعًا، خاصة في ظل قناعة متداولة لدى شريحة من الرأي العام بأن المشروع لا يتعدى كونه عملية ترميم وتوسعة لمبنى قديم، أكثر منه منشأة طبية جديدة بمواصفات حديثة.
ويستند هذا الجدل إلى ملاحظة تاريخية مفادها أن كبار مسؤولي الدولة، من عسكريين ومدنيين، غالبًا ما يتوجهون إلى مستشفيات أوروبية أو أمريكية عند تعرضهم لوعكات صحية خطيرة.
ويُستشهد في هذا السياق بحالات سابقة، من بينها لجوء الرئيس الراحل هواري بومدين إلى العلاج في الاتحاد السوفياتي، وكذلك المتابعات الطبية للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في فرنسا. كما نُقل عدد من كبار الضباط والمسؤولين للعلاج خارج البلاد خلال فترات مختلفة.
أما الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، فقد نُقل هو الآخر إلى ألمانيا خلال إصابته بجائحة كورونا، حيث طال مكوثه هناك إلى درجة أثارت نقاشًا عامًا حول وضعيته الصحية آنذاك، قبل بث شريط قصير لطمأنة الرأي العام. وتداولت بعض التحليلات الإعلامية فرضية وجود “مقايضة” بين الجزائر وألمانيا بخصوص علاج الرئيس مقابل اعتبارات سياسية، وهي رواية لم تؤكدها أي مصادر رسمية.
وانطلاقًا من هذه الأمثلة، يتساءل منتقدون عن مدى قدرة المنظومة الصحية الوطنية- بما فيها المنشآت العسكرية- على استعادة الثقة العامة، خصوصًا في ظل استمرار اعتماد كبار المسؤولين على العلاج خارج البلاد.