بينما تتعالى الأصوات لوضع حد لتأويلات النصوص الدينية من غير ذوي الاختصاص من العلماء والهيئات المختصة في ذلك من حيث المفهوم والحكم والشرع والربط بالسياق وبأسباب النزول، لا يزال التهافت والتسابق على إصدار الفتوى قائما بشكل عشوائي يذكي التشتت والانقسام والفتنة. فقد تناقلت عدة منابر مؤخرا فتوى جديدة من أحد شيوخ الأزهر بمصر لا تخلو من غرابة وإثارة، بل وتضع علامات استفهام حول السياق والمغزى والمقصود من وراء إصدارها؟ حيث زعم الشيخ مصطفى راشد، أستاذ الشريعة الإسلامية ومقارنة الأديان بجامعة الأزهر، أن التوجه للحج إلى سيناء بمصر يعد أعظم من الحج إلى مكة المكرمة!! وعلل ذلك من خلال لقاء تلفزيوني، مشيرا أن جبل الطور ذكر في القرآن الكريم أكثر من مرة، حيث يوجد مكان في وادي الطور يدعى "وادي مطلب"، لا يدعو فيه أحد بأي دعاء أو طلب هناك دون أن تتم الاستجابة له، وذلك لعظمة وشرف هذا المكان.. وبالتالي دعا راشد، إلى ضرورة الحج إلى هذا المكان من طرف معتنقي الأديان السماوية الثلاثة، وتوجه كل من المسلم والمسيحي واليهودي على حد سواء إلى جبل الطور. مضيفا بأنه توجد في القرآن سورة تسمى الطور ولا وجود لسورة تسمى مكة في القرآن، مما يدل على عظمة وتفضيل جبل الطور عن مكة، حسب تفسير شيخ الأزهر!
وجدير بالإشارة بأن هذه الفتوى تأتي لتعزيز تصريح مماثل كان قد عرض إلى المكانة الدينية لسيناء مقارنة بمكة المكرمة، زعم فيه الشيخ الداعية خالد الجندي بدوره، أن الله تعالى أقسم بسيناء قبل أن يقسم بمكة، وهو دلالة على المكانة العالية لمصر عند الله سبحانه وتعالى، قائلاً: "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين".