الخميس 9 مايو 2024
سياسة

قنابل "البيجيدي" و"البام" المسيلة للدموع!!

قنابل "البيجيدي" و"البام" المسيلة للدموع!!

من الأساطير التي تحمل لبوس الكذب والبهتان والنفاق والضحك على ذقون المغاربة أن حزب العدالة والتنمية يناصب العداء لحزب الأصالة والمعاصرة، أو العكس صحيح. عبد الإله بنكيران الذي لا يترك الفرصة تفوته في أي مهرجان خطابي أو برنامج تلفزيوني أو تصريح صحفي دون أن "يمثّل" بخصمه اللدود إلياس العماري ويرميه بأقذر النعوت ويقذفه بأشنع النعوت ويتهمه بأرذل الصفات، تنقلب فجأة كل هذه المشاعر العدائية حين يلتقي "الزعيمان/العدوان" في مناسبة ما أو يجمعها القدر على طاولة واحدة في مناسبة ما بتاريخ ما، فيتبادلان العناق والقبل و"التّحناك" و"البوسان"، وتذوب كل مساحات الكره والبغض بينهما. ووقائع هذا "النفاق" كثيرة، حيث يضغط عبد الإله بنكيران أو إلياس العماري كلاهما على "زر المحبة" ويلغيان مفعول "زر العداوة" إلى حين.

"العداوة ثابتة والصواب يكون" هو المثل مغربي الأصلح للحالة البيجيدية والبامية في المشهد السياسي المغربي، لأنها عداوة "حربائية"، وإن تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأخلاقيات السياسة، وانتقلت إلى حد "التخوين" وقذف الذمم والتشكيك في الوطنية والاتهام باللصوصية، سرعان ما تُستبدل بفائض من "المحبة"، وهو تناقض مغربي خالص لا ينسجم إلاّ مع الأحزاب المغربية المتلونة كالحرباء، والتي لا تؤمن إلا بـ"دين" المصلحة، ولا رسالة لها إلا رسالة "أنا ومن بعدي الطوفان"!!

شراسة صراع المواقع بين الحزبين تحولت إلى حرب "عصابات"، حتى يتخيل للمرء أن "المواجهة" المباشرة بين صقور الحزبين سيًلعلع فيها "الرصاص الحي" و"المطاطي" و"السلاح الأبيض" و"الصواريخ العنقودية" و"الباليستية". لكن كل هذا لا يحدث ولم يحدث ولن يحدث، وعوض أن يًشهر السلاح في ما بينهم يرمون في وجوهنا "القنابل المسيلة للدموع" من فرط مشاهد العناق المضحكة ووصلات التنكيت والتهريج بين قادة الحزبين!!

جلسة المساءلة الشهرية التي كان يعقدها بنكيران كانت لا تمر بسلام بسبب "شغب" بنشماس وسلاطة لسانه. الجلسة التي كان يخصصها بنكيران لاستعراض سياسته الحكومية تتحول إلى حرب مدمرة بين الاثنين. بعد تعيين بنشماس رئيسا لمجلس المستشارين اختفى داخله ذلك"الوحش السياسي"الذي كان يهاجم بنكيران.

إلياس العماري وبنكيران في آخر لقاء عمومي بينهما تعمد العماري أن يشارك مع بنكيران الطاولة نفسها، وليكمل المشهد طرافة سلم عليه بحرارة صديق وفيّ.

الداودي الذي يشبه بنشماس في خرجاته وتصريحاته النارية الموجهة ضد خصومه، يفتح ذراعه وحضنه وبوابة وزارته لإلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان. المشهد الذي التقطته كاميرات المصورين كان مشهدا "ضاحكا" و"مبكيا" في الوقت نفسه..

إنه قنبلة أخرى مسيلة لدموع المغاربة!!