الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:11 يناير محطة حاسمة في معركة التحرير الوطني

عبد اللطيف جبرو:11 يناير محطة حاسمة في معركة التحرير الوطني عبد اللطيف جبرو
اليوم تحل الذكرى الرابعة والسبعين لعريض الاستقلال، وهو يوم عطلة رسمية، وسيتحدثون في التلفزة المغربية عن هذه الذكرى دون أن يكون كل المتحدثين على علم بتفاصيل ودقائق حدث المطالبة بالاستقلال.
بخصوص أحداث يناير 1944، لا يعرف كثيرون أن علال الفاسي لم يكن من الموقعين على تلك العريضة لأن السلطات الفرنسية اعتقلته وأبعدته إلى الغابون قبيل نهاية 1937 ولذلك لم يتمكن إخوانه القادة الوطنيون من الاتصال به قصد التشاور بشأن المبادرة التي كانوا مقدمين عليها.
أما محمد بن الحسن الوزاني، فرغم ما كانت له من خلافات مع زعيم التحرير، فقد أصدر بيانا لمساندةالزعيم علال الفاسي عندما ألقي عليه القبض من طرف الفرنسيين وتم إبعاده إلى الغابون. وقد أقدم الفرنسيون كذلك على اعتقال الوزاني ونفيه إلى قرية إتزر في تافيلالت حيث سيبقى الزعيمان في منفاهما إلى سنة1946 !
الوطنيون كانوا قد أرسلوا مبعوثا إلى إتزر ليطلب من زعيم الحركة القومية التوقيع على عريض الاستقلال، لأن متزعم مبادرة يناير1944الحاج أحمد بلافريج كان يأمل في أن يجعل من ذلك الحدث مرحلة نضالية جديدة يخرط فيها كل القادة الوطنيين، لكن المرحوم الوزاني استخف بالموضوع وقال للمبعوثين بأنه لا يمكن أن يشارك في حدث سياسي وهو رهن الاعتقال.
كان الحاج أحمد بلا فريج قد ترأس الوفد الذي سلم العريضة للمرحوم محمد الخامس. وإثر ذلك، طلب الملك من وفد وزاري بأن يتجه إلى الإقامة العامة ليقول لممثل فرنسا بأن المغرب كله يؤيد عريض الاستقلال. ولكن المقيم العام غابرييل بيو بأنه من الآن فصاعدا لن يقبل من أحد في المغرب أن ينطق بكلمة الاستقلال. فرد عليه وزير العدلية آنذاك الفقيه محمد بن العربي العلوي بأن المغاربة ليسوا قرودا حتى يقبلوا من أي كان أن يأمرهم في شأن ما يقولون أو لا يقولون.
لم تكن عريض يناير 1944 الوثيقة الأولى ولا الأخيرة في سجل الحركة الوطنية. ولكنها الوثيقة التي كان لها أقوى تأثير على سياق المعارك النضالية. وكان 11 يناير 1944هو يوم الإعلان عن تأسيس حزب الاستقلال وعن تعيين الحاج أحمد بلافريج أمينا عاما مؤسسا للحزب ومحمد اليازدي خليفة للأمين العام.
أما الشهيد المهدي بن بركة فلم يكن فقط من أصغر الموقعين على العريضة حيث كان عمره 24 سنة، بل كان المحرك الأساسي لمرحلة إعداد حدث الوثيقة. حيث قام رحمه الله قبل ذلك بأسابيع بجولة عبر فروع الحركة الوطنية لتوعية الوطنيين بأهمية المرحلة النضالية الجديدة وبوجوب إرسال وفود إلى الرباط لتقديم عرائض إلى الملك مساندة ومدعمة لعريضة الاستقلال.
كما أن المهدي بن بركة تولى تنظيم استقبال هذه الوفود وإيوائها في كل من الرباط وسلا علاوة على قيادته لمظاهرات العاصمة بعد اعتقال الزعيمين بلافرية واليازدي مما جعل تقديم عريضة الاستقلال محطة حاسمة في معركة التحرير الوطني.