الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز:أحداث إيران ، حتى يكتمل مشهد العنف في الشرق الأوسط وامتداده الفارسي ...

أحمد بومعيز:أحداث إيران ، حتى يكتمل مشهد العنف في الشرق الأوسط وامتداده الفارسي ... أحمد بومعيز

 قد يكون للتاريخ مكره الخاص، أو منطقه الخاص، أو ربما لكل ثورة أجل ...

التاريخ المعاصر يشهد لإيران بهندستها لثورة الجمهورية الإسلامية سنة 1979 بقيادة الخميني، وصمدت إيران الجمهورية الإسلامية الشيعية بعد ذلك كثيرا، من حرب الخليج مع العراق، إلى الصراع مع أمريكا، إلى انهيار العراق، إلى تحكمها في أكثر من ثلاث عواصم عربية ، إلى تشويشها على حكام ودول إسلام السنة  بقيادة السعودية ، إلى دعمها لنظام سوريا ، إلى تحالفها مع روسيا ، إلى ترتيب علاقات جيدة مع تركيا... ويبدو أن إيران حسبت المعادلة جيدا مع المحيط الدولي ، واعتقدت أنها حسمت الأمر كله  لصالحها في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة حروبا ونزاعات .

لكن الشعب لا يرحم ، والتاريخ لا يرحم ، والمعادلة يجب أن ترتب من الداخل أكثر مما يعتقد الحكام ، وبعد شبه ردة على نتائج الانتخابات الرئاسية سنة 2009 من خلال مظاهرات الموجة الخضراء بين الإصلاحيين و المحافظين ، عاد الشعب الإيراني هذه المرة ، ومن مدن الهامش وليس من طهران ليحرك مياه آسنة في دولة الفرس التي بدت وتبدو قوة إقليمية . والأمر هذه المرة يستعصي وينفلت من المحافظين والإصلاحيين معا .   

المطالب التي يرفعها المتظاهرون في إيران تبدو اجتماعية – لحد الآن -  لكن السياسي في المطلب يبقى حاضرا في كل نفس الحركات والاحتجاجات كمسلمة قائمة منذ أزل تاريخ الثورات، وحتى  بالنسبة للثورات المغامرة والمرتجلة . لكن السؤال والمعطى الذي بات يحاصر إيران هو مبادرة الشعب بالاحتجاج، وتحدي الخوف الذي لف المواطنين هناك منذ 1979 ، وبعدها 2009 . ورفع الخوف واستباحة التظاهر له وجهان، وجه التحرر، ووجه المغامرة. و وجه التحرر تحكمه النظرية ، والمغامرة يحكمها أيضا غياب التأطير والنظرية . فأين إيران من كل هذا ؟

وهناك أسئلة معدة في أجندات معقدة في المنطقة :

 هل ستسمح أمريكا وإسرائيل بتفويت فرصة الأحداث الداخلية بإيران ، على سبيل نهج الكيل بمكيالين لنظام طهران الذي يؤرق أمريكا و إسرائيل معا ؟

وهل ستستثمر السعودية وكل الحلفاء معها كبوة طهران في إعادة ترتيب موازين قوى المنطقة ؟

وهل سيكتمل مشهد العنف المعمم في الشرق الأوسط بتمديده إلى إيران الشيعية الفارسية ؟