على قطر أن تفهم أن المال لا يصنع السيادة، وأن دعم الإرهاب لن يحقق الأمن، وأن كل ما يفعلونه الآن لن يؤدي إلا إلى طريق واحد هو نهايتهم؛ فعليهم المراجعة والتراجع والرجوع.
وعلى أردوغان أن يتعلم دروسا من تاريخ أجداده ولا ينكره، وأن يخرج من سيناريوهات الدراما التركية التي يروج لها.. عليه أن يفهم أنه لن يكون سلطانا، وأن زمن الحريم والقصور الذي يطمح في أن يعيشه على حساب أمننا واستقرارنا قد انتهى، وأن يضع حدودا لخياله الشاسع الذي عكس مواقفه المتخبطة، التي أفرزت تحالفات مرتبكة اختلفت أطرافها، ولا مبررات لها سوى جشعه ونظره إلى ما في يد غيره.
إثارة الغبار والصخب حول دولة الإمارات الساكنة اللامعة، قلبا وقالبا لتعكير المشهد العام فيها، كان وما زال هدف النظامين التركي والقطري حاليا، خاصة بعد أن أثبتت بجدارة مؤشرات نجاح ليس على المستوى العربي والإقليمي فحسب بل الدولي.
عبرت الحكومة التونسية عن تمسكها بالعلاقات الأخوية بينها وبين دولة الإمارات والتي ننتظر أن تعود قريبا وأقوى مما كانت عليه؛ لأن هذه الأزمة عكست أيضا حب التونسيين -الذين عاشوا في الإمارات من قبل أو زاروها- لهذه الدولة حكومة وشعبا؛ لما تمتعوا به من امتيازات وما حظوا به من احترام
فقط نذكرهما أن الإمارات حصلت على سيادتها وأمنها بجدارة، وأنه لا جدال ولا شك ولا مجال للتشكيك في ذلك، ولو عددنا مزايا الإمارات وما حققته في زمن قياسي بفضل إدارة قادتها الحكيمة وبعد نظرهم لما اتسعت مساحاتنا لذلك.
لكن أردت فقط أن أذكر أو ألفت انتباه المتطاولين على بلد مثال النجاح في منطقتنا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المرتزقة من وسائل الإعلام.
انظروا حولكم وخلفكم وأمامكم، وهنا أتحدث على المستوى الدولي وأعي وأعني ما أقول، انظروا إلى التجربة الإماراتية بعمق؛ سترون أنها الأنجح على الإطلاق ليس في الحاضر فقط أو في السنوات الماضية، ولكن مستقبلا أيضا.
لأن رؤى البلاد مستقبلية وليست على المدى القصير أو المتوسط بل على المدى البعيد. التميز سياسيا ودبلوماسيا، والإنجازات الاقتصادية، والمشاريع الاستثمارية والمعمارية الضخمة، والسياسات الاجتماعية، كل القطاعات دون استثناء، والأعمال الإنسانية، والقواعد الإعلامية الحرة.
وأريد أن أذكر وأسلط الكثير من الضوء ليرى من يدير وجهه عن الحقيقة اليوم أن الإمارات هي البلد الوحيد الذي فتح ذراعيه لاحتضان كل العرب الذين وفدوا إليها، وتوفير العيش الكريم لهم ومنحهم ما تمنعت وعجزت عنه أوطانهم، آسفة على قسوتي لكني أردت أن يصل الصوت فيوقظ الغافلين السائرين وراء المضللين.
ويحاول أعداء سياسات البلاد استغلال أي موقف لتحريك الرأي العام ضدها، وأقدم مثالا على ذلك ما وقع حول الإجراء الذي اتخذته دولة الإمارات حول سفر التونسيات إليها، بعد وصول معلومات استخباراتية عن إمكانية حمل امرأة لجواز سفر تونسي يهدد أمن البلاد.
والأمن خط أحمر، والسيادة خط أحمر، والاستقلال والكرامة والحرية، وكلها لن تتحقق دون أمن، وأعود من حيث انطلقت لأشدد على أن الأمن خط أحمر!
وما يزعج في الموضوع فعلا أن قرارات وقائية وأمنية تصدر بشكل يومي عن كل دول العالم، ولا أحد يحرك ساكنا أو يثور ضدها. بل يجري احترامها واعتبارها قرارات سيادية تمس الأمن القومي.
لماذا حين اتخذت الإمارات هذا القرار قامت الدنيا، وتم تشغيل كل المحركات العدوانية ضد بلد يحاول حماية أمن كل من على أرضه بما في ذلك العرب والأجانب؟
وقد تعاملت الإمارات بالطريقة الصحيحة مع التحذير الأمني، حيث أبلغت السلطات التونسية طبيعة الخطر، وشرحت التفاصيل. والحكومة التونسية مدركة أن دوافع وأسباب المنع المؤقت جوهرية وخطيرة وأبدت تفهما لذلك.
لكنها "اضطرت" لاتخاذ قرارها بوقف رحلات طيران الإمارات تحت ضغط حزبي، بعد أن حركت مجموعة من الأطراف المؤثرة في الحكومة بشكل مباشر أو خفي، والتي تعمل منذ 2011 بدعم مالي قطري وأيديولوجي تركي، والذي مكنها من امتلاك وسائل إعلامية والتحكم في وسائل التواصل الاجتماعي للتحكم في الرأي العام الشعبي الذي يضغط من جهته أيضا على الحكومة.
وقد عبرت الحكومة التونسية عن تمسكها بالعلاقات الأخوية بينها وبين دولة الإمارات والتي ننتظر أن تعود قريبا وأقوى مما كانت عليه، لأن هذه الأزمة عكست أيضا حب التونسيين الذين عاشوا في الإمارات من قبل أو زاروها لهذه الدولة حكومة وشعبا لما تمتعوا به من امتيازات وما حظوا به من احترام.
كما كانت هذه "الأزمة" فرصة لتعكس مشاعر الإماراتيين واحترامهم للتونسيين، ولمن لم يرَ هذا عودوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ فأهم ميزاتها أنها تؤرخ المواقف ولا تمحي شيئا.