الاثنين 6 مايو 2024
سياسة

عبد السلام العزيز: تأسيس اليازغي لحزب "البديل الديمقراطي" لا يخدم أفق تجميع اليسار بالمغرب

عبد السلام العزيز: تأسيس اليازغي لحزب "البديل الديمقراطي" لا يخدم أفق تجميع اليسار بالمغرب

لقد تم انتقال تيار المنشقين عن حزب الوردة إلى مرحلة التنفيذ مع سبق الإصرار والترصد  وشهدت قاعة عبد الرحيم بوعييد بالمحمدية، أمس السبت 7 ماي، عملية تأسيس حزب البديل الديمقراطي بانتخاب علي اليازغي كـ"منسق عام " للحزب  وبمجلس وطني للحزب الجديد  سمي ب"المنتدى ".

 تداعيات هذا التأسيس تركت جدلا  واسعا في الحقل السياسي عامة وفي أحزاب اليسار بصفة خاصة. "أنفاس بريس" كان لها اتصال مع عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي،  وأجرت معه الحوار التالي للتعليق على الحدث:

 

كيف تقرأ حدث تأسيس حزب جديد، أي "البديل الديقراطي"،  المنشق  من الاتحاد الاشتراكي علما أن البعض اعتبره حدثا يكرس طابع التشتت في صفوف اليسار عوض الوحدة

أكيد أن  الحاجة إلى تجميع اليسار  باتت ضرورة ملحة و كل مكوناته تبحث عنها،  لكن للأسف على مستوى الواقع ما يحدث من انشقاقات يكذب هذا الشعار بالفعل، فالمشاكل داخل الأحزاب تكمن في غياب ثقافة الحوار في تدبير الاختلاف.

ماهي طبيعة هذا الإختلاف؟ هل في البحث عن الزعامة أم في امتياز أو ريع معين؟

يمكن أن يكون سببه في كل ما ذكرت، وعلى الرغم  من  أنه قد يكون هنالك اختلاف على مستوى التدبير وعلى مستوى الرؤية والتوجهات والتحضير للحظات السياسية، ولكن في  بعض الأحيان تصبح هذه الحالات مبررا للبحث عن الزعامات، وأنا كنت ومازلت  أقول دائما بأن  يكون المناضل من أي حزب عضوا أو مسؤولا محليا أو جهويا للحزب هو أحسن له كثيرا من أن يكون أمينا عاما إذا لم يكن للحزب الذي يمثله حضورا فعليا ويتوفر على إمكانيات مادية مالية وبشرية، لأن الحزب ليس فقط أفكارا وبرامج بل كما ذكرت هو إمكانات تعزز وتنضاف إلى رؤية وتوجه ومشروع مجتمعي.

ألا تعتقد أن هذه الإنقسامات  والإنشقاقات التي تعرفها أحزاب اليسار كما  وقع للإتحاد الإشتراكي أخيرا، هي لصالح الأحزاب ذات التوجه الأصولي وتساعدها  في بسط نفوذها وفي إخلاء الساحة لها من منافسين أقوياء، خاصة بالنسبة للانتخابات التشريعية  المقبلة عبر تشتت الأصوات اليسارية؟

هنا أيضا سنجد اختلافا في الثقافات فعلى مستوى ثقافتنا  وحركتنا الاتحادية –مثلا- فدائما مؤتمراتنا ولحظاتتا التنظيمية فيها حرارة النقاش والأخذ والرد  وكل ذلك لا يبقى داخليا وداخل تنظيماتنا بل يخرج إلى الساحة العامة ، في حين أن الأحزاب كالتي ذكرت في سؤالك لها ثقافة أخرى، ثقافة "انصر أخاك".  فمثلا  ما وقع لحزب العدالة والتنمية بفاس، مؤخرا، حيث وقعت استقالات منها  استقالات رئيس مقاطعة حضرية وكاتب إقليمي للحزب  وربما 8 أعضاء، ولكن ظل ذلك شأنا داخليا سريا  ولا أحد عرف أسباب الإستقالة، ولا ماذا وكيف حصل ذلك بالفعل؟ وهذا بطبيعة الحال يخدمهم عند الاستحقاقات بشكل إيجابي.

نحن  مع ذلك لسنا مع هذه الثقافة، وما ينقصنا  كمكونات اليسار هو كيفية تدبير اختلافنا بآليات وطرق تسمح بالاختلاف، ولكن يبقى ذلك داخل نفس الجسم. والواقع أن اليسار في حاجة اليوم إلى "فيديراتور" أي شخصية فدرالية قادرة  على التجميع  وتتوفر على مقومات الإصغاء والصبر لتفعيل برنامج وتصور مع مجموعة من الكاريزمات من نفس المواصفات، وما زال اليسار يبحث عن هذا "الفيديراتور" وهؤلاء "الفيديراتورات" القادرون على الاشتغال بشكل جماعي. ولي اليقين بأننا سنصل إلى هذا الهدف وستأتي اللحظة التاريخية التي ستفرض هذا التجميع المنشود، لأنه في آ خر المطاف يبقى ضرورة.