الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

د. مصطفى كرين: لماذا يحارب اللوبي الأمازيغي العربية ويمجد الفرنسية؟

د. مصطفى كرين: لماذا يحارب اللوبي الأمازيغي العربية ويمجد الفرنسية؟ مصطفى كرين

لا أفهم لماذا انزعج البعض من مشروع القانون المتعلق بتعزيز تداول ودور اللغة العربية في المجال العام، حيث قام نفس الأشخاص، بنفس الأسماء، ومن خلال نفس المنابر، للطعن في هذا المشروع، في سلوك مفضوح لأجندة أصبح المغاربة يدركون مبتدأها وخبرها.

الخطير في الأمر هو أن كل هذا يتم ضمن مقاربة تقابلية، وبنَفَس تصادمي بين اللغة العربية والأمازيغية، وهو تصرف لا تخفى أبعاده السياسوية العابرة للقارات والهادفة لتقسيم المجتمع المغربي في أفق حرب أهلية تنتهي بتقسيم البلاد ووضع الحواجز والحدود وتكريس الخضوع والتبعية.

نقولها بكل اعتزاز: نعم نريد تشجيع انتشار واستعمال اللغة الأمازيغية، ولكن هل يجب أن يتم ذلك على حساب اللغة العربية؟ لماذا لم يخرج هذا اللوبي مثلا للتنديد باستعمال الفرنسية اللغة غير الدستورية، والتي مازلنا جميعا نتداولها في كل المجالات، رغم أنها تعتبر أقل انتشارا من العربية.. بل إن هذا اللوبي لا يستعمل الأمازيغية أصلا في أي شيء من تعاملاته، فهو لوبي فرنكفوني متطرف، وإنما يستعمل الأمازيغية مبررا ومطية فقط لضرب العربية وتقسيم المجتمع.

يا ترى لماذا تخيفكم اللغة العربية لهذا الحد؟ لدرجة أن الحبر الأعظم محمد شفيق خرج ليعلن لنا اكتشافه الخطير -وإن كان مضحكا- بكون اللغة العربية "لغة ميتة"؟

وهنا أسأله، اللغة العربية لغة ميتة بالنسبة لمن؟

إذا كان يعني أنها ميتة بالنسبة لباقي دول العالم، فإن الفرنسية والألمانية وحتى الأمازيغية أكثر موتا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بالعربية التي تعتبر اللغة السادسة الأكثر انتشارا عبر العالم، أما إذا كان يعني أنها لغة ميتة بالنسبة للمغاربة، فإنه يروج لمغالطة كبيرة لا أساس لها من الصحة، والدليل أنه أجرى ويجري حواراته باللغة العربية، بل أكثر من ذلك فإنه يطعن في مسألة دستورية تعتبر اللغة العربية لغة رسمية للمغاربة.

دعونا نقول إن الرابح الأكبر من انتشار اللغة العربية ببلادنا هم المغاربة جميعا، في غناهم وتعددهم، وإن من يريد فصل المغاربة عن هويتهم وتاريخهم في الحقيقة يرتكب جريمة حضارية.