السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: وأعدوا لهم ما استطعتم للروافض والدواعش الذين يسيئون للإسلام والسلف الصالح

حيمري البشير: وأعدوا لهم ما استطعتم للروافض والدواعش الذين يسيئون للإسلام والسلف الصالح

اجتمع الخطباء والأئمة الأتقياء، وانضاف إليهم خبراء وعلماء أجلاء مختصون في محاربة أزمة الأمة الإسلامية، والمتجلية في ظهور طائفة من الدجالين، أساؤوا إلى الإسلام بأفعالهم.. كان جمعا مباركا، مفتوحا لقول الحقيقة أمام الجميع، وبشجاعة قل نظيرها. لقد وقف خطباء من المملكة العربية وفاجأونا بمواقف صفقنا لسماعها، ولمسنا فيها إرادة شجاعة لرأب صدع الأمة الإسلامية، من خلال التكتل جميعا لمحاربة الغلو والتطرف.. استمعنا لرجال صدقوا ما عاهدوا  الله عليه، متمسكين بحبل الله جميعا، لمواجهة الخارجين عن الملة والدين، والذين يحق أن نصفهم بالخوارج المبتعدين عن شرع الله،  أو الدواعش  المسيئين  للدين والقيم.

المرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية تتطلب تكثيف الجهود واللقاءات، ومحطة إسطنبول كانت الانطلاقة الحقيقية لمحاربة التطرّف والغُلو والإرهاب الذي لم يستثن  أحدا، ولم يفرق بين أي دين .

خلال يومين كان نقاشا صريحا، واستمعنا لأفكار ومبادرات لتدبير شؤون دينا ودنيانا، وتأكد للجميع أن رسالة الإسلام بسموها ستبقى عهدا يجمعنا ولا يفرقنا مادام كتاب الله وسنة رسوله أساس تعاملنا .

مبادرة الهيأة العالمية للمساجد برئاسة الدكتور الفاضل أحمد بن سالم باهمام فتحت الباب لكل المكونات التي تهتم بتدبير الدين وللباحثين الذين يتطلعون ويسعون بدورهم لطرح أفكارهم لكي يتبناها أهل العقل في مجتمعاتنا الإسلامية. كانوا هذه المرة جادين واستطاعوا بالفعل أن يخرجوا ببيان يتضمن اقتراحات وتوصيات أولية يمكن تبنيها في انتظار المحطة الثانية التي نتمنى أن لا تقتصر فقط على الخطباء والأئمة وإنما تتوسع لكي تكون مفتوحة في وجه رجال الإعلام والصحفيين لأنهم يلعبون دورا مهما في تصحيح صورة الإسلام وقيمه المثلى لدى الرأي العام العالمي، بل ولم لا يكون فكرة الإرهاب والتطرف الغلو التي كانت سبب لقائنا الأول هي قاعدة لحوار حضاري يجمع الديانات السماوية الثلاثة في المحطة الثانية، وبها يمكن تذويب الخلافات وإبراز رغبة الأمة الإسلامية بقيادة مفكرين وعلماء أعطوا صورة ستبقى راسخة في أذهاننا. هي مجرد أفكار أحملها لأَنِّي أعيش في الغرب وأكتوي بنار الإرهاب التي سيعاني منها الأجيال المقبلة إذا لم نتحمّل مسؤوليتنا التاريخية في هذه المرحلة .

وحتى نغير موقف الغربي منا ومن ديننا، نحن في حاجة إلى تكثيف الجهود، نحن ملزمون بفتح قنوات التواصل مع المؤسسات في دول الاتحاد والجلوس معهم لمناقشة مستقبل الإسلام ومحاولة البحث عن الحلول للمشاكل الموجودة وتفعيل التوصيات التي خرج بها ملتقى الخطباء والعلماء ضمير الأمة.

هو اقتراح أراه ضروريا للمضي قدما لرسم خريطة جديدة  يكون الحوار أساسها.. وإذا كان  المشاركون في اللقاء الأول لم يستطيعوا الإفصاح عن كل الأفكار التي تخامرهم لضيق الوقت وكثرة المشاركين، فلا بأس، ومن خلال مواقع التفاعل الاجتماعي والصحافة أن نطرح ما في جعبتنا من اقتراحات وأفكار تكون أرضية للنقاش يتولد عنها  توسيع قاعدة البحث والحلول .

وعودة للبيان التالي الصادر :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد: فبدعوة كريمة من الهيئة العالمية للمساجد وبالتعاون مع اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي انعقد الملتقى العالمي الأول للأئمة والخطباء بعنوان: (دور الأئمة والخطباء في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب) في يومي 22 و23 من شهر رجب لعام 1437 هـ والموافقين 29 و30 من شهر أبريل من عام 2016 م في مدينة إسطنبول في الجمهورية التركية، حيث شارك أكثر من خمسمئة عالم ومفكر وإمام وخطيب من أكثر من سبعين دولة من القارات الخمس، وقُدّم فيه أكثرُ من عشرين بحثاً تناولت أربعة محاور، هي:

المحور الأول: مسؤولية إمام المسجد تجاه دينه ومجتمعه.

المحور الثاني: دور إمام المسجد في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب.

المحور الثالث: تطوير مهارات الإمام لتحقيق رسالة المسجد.

المحور الرابع: المبادرات والممارسات الناجحة في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب.

كما تزامن مع الجلسات العلمية للملتقى ورشُ عملٍ عن رسالة المسجد، ودروة تدريبية للأئمة والخطباء في مهارات التواصل الفعال مع المجتمع، ودورةٌ تدريبية لمنسوبي الهيئة العالمية للمساجد في مهارات التواصل والعلاقات العامة، ومعرض للهيئات التابعة للرابطة، وعرضٌ للخطة الاستراتيجية للهيئة العالمية للمساجد التي حظيت بالتقدير والرضا.

وفي حفل افتتاح الملتقى أكد الدكتور أحمد سالم باهمام الأمين العام للهيئة العالمية للمساجد على رسالة المسجد الحضارية بصفة عامة وفي زمن الفتن والحروب بصفة خاصة، مبرزاً قيم الوسطية والتسامح والاعتدال في مواجهة الغلو والتطرف الذي يحاول اختطاف الإسلام. وأكد الدكتور باهمام كذلك على ضرورة التصدي ومواجهة تلك المحاولات مشيداً بجهود ودور المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية وقيادتهما في هذا المضمار...

كما تحدث الدكتور إبراهيم بن محمد أبو عباة عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية مؤكداً على ضرورة تضافر جهود الحكومات والمؤسسات الإسلامية ودعمها لدور المسجد والإمام في مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب...

وتحدث المحامي على كورت رئيس اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي عن أهمية التواصل بين المؤسسات الدينية والتعاون لمواجهة التحديات...

وتحدث في حفل الافتتاح نائب رئيس الهيئة الدينية التركية الأستاذ الدكتور حسن يلماز عن دور الإمام والخطيب في المجتمع المعاصر، وأشاد بدور المسجد في تحقيق القيم الأخلاقية...

وتحدث أيضا الدكتور عمر فاروق مستشار رئيس الوزراء التركي عن أهمية إيجاد طريقة تواصل فاعلة مستمرة مع أئمة المساجد وخطبائها لتفعيل دورهم في خدمة المجتمع ومواجهة الانحراف والغلو والتطرف...

وشارك في الملتقى معالي رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية محمد غورميز، حيث دعا إلى التحاور حول ما اصاب المسلمين ودور العلماء والأئمة والخطباء في حفظ الأمن وتوفير السلام للمسلمين، وتحدث عن أهمية الأمن في الأنفس والمجتمعات والبلدان وأثره في الاقتصاد والإبداع والمحافظة على النفس والحرث، وأن أساس الأمن هو الأمن الفكري، كما أكد معاليه على حقوق المواطنة وواجباتها. هذا وقد دارت على مدى يومين نقاشاتٌ عميقةٌ في أربع جلسات علمية،..

وفي نهاية الملتقى صدرت التوصيات التالية:

- حث الهيئة العالمية للمساجد على إصدار دليل إرشادي للأئمة والخطباء.

- الطلب من الهيئة العلمية للمساجد أن تقوم بإصدار ميثاق عالمي للمساجد.

- استمرار الهيئة العالمية للمساجد بعقد ورش عمل وبرامج تدريبية لرفع المستوى العلمي والأدائي للأئمة والخطباء.

- مطالبة الهيئة العالمية للمساجد بإقامة معارض للمساجد في العالم.

- نشر وترجمة خطب الأئمة المتمكنين وعلى رأسهم أئمة الحرمين الشريفين لمواجهة ظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب.

- استحداث جائزتين سنويتين لأفضل إمام وخطيب ومسجد في تحقيق السلم المجتمعي، وتضع الهيئة العالمية للمساجد المواصفات اللازمة للجائزة وتشرف على تنفيذها.

- ضرورة عقد مؤتمرات وملتقيات قارية وإقليمية وقطرية حول رسالة المسجد الحضارية ودور الأئمة والخطباء لتعزيز منهج السلم والوسطية والاعتدال.

- إنشاء آلية تواصل عبر الشبكة العنكبوتية بين المساجد والمراكز الإسلامية للتنسيق بينها فيما يحقق رسالة المسجد ويخدم مجتمعاتها.

- إعداد قاعدة بيانات علمية للمساجد تضع الهيئة العالمية للمساجد مواصفاتها. السعي لإنشاء مؤسسات في مجتمعات الأقليات المسلمة تهتم بالإعداد الجيد للإمام والخطيب والمسؤول الديني بما يحقق الضوابط الشرعية والالتزام بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن الإفراط والتفريط والاندماج مع المجتمعات.

- حث الهيئة العالمية للمساجد على مزيدٍ من التواصل الإعلامي لإرساء دور المسجد من خلال إنتاج برامج إعلامية وإصدار خطب نموذجية.

- التأكيد على أن تتضمن رسالة المسجد ترسيخَ الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع، والآثار الإيجابية الناتجة عن التآلف والتقارب في رقي المجتمع وازدهاره، وترسيخ أمنه واستقراره.

- حث الأئمة والخطباء ومسؤولي المساجد على تقديم صورة الإسلام الحضاري المؤمن بالقيم الإنسانية والمسهم في وضع التقدم البشري وقيم الحوار والتعاون بين المجتمعات.

- العمل على تحديد معايير ومواصفات دقيقة لعناصر منظومة الدعوة: (الداعية، المسجد، المحتوى، الوسائل، الإجراءات)، قياساً على مجال التعليم، بأن توضح مؤشرات كل مجال، واشتراطات الجودة الخاصة التي تحميها من الدخلاء، وممن لا يملك مؤهلاتها.

وفي ختام الملتقى أوصى المشاركون بإرسال برقيات شكر وامتنان لكل من:

1- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية حفظه الله لجهوده في جمع وتوحيد كلمة المسلمين من خلال التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، وجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين.

2- فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية حفظه الله، لتسهيل انعقاد الملتقى وبوصفه رئيساً للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي وجهوده لإنجاح التحالف الاسلامي، وجمع كلمة المسلمين.

3- معالي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي لدوره المتميز في تشجيع الحوار والعلاقات بين المسلمين وغيرهم.

 بيان قوي تجسد فيه آمال المجتمعين، لكن بقيت أفكار لم يستطع المشاركون الإفصاح عنها، ليس في نيتنا توجيه انتقاد للمجتمعين لأنهم لم يعطوا الفرصة للجميع لضيق الوقت، والإرهاق الذي أحس به الجميع، ولكن لتدارك ذلك في المستقبل عند تنظيم دورات مقبلة. ولعلي سأكون ممتنا لهم لأنهم تَرَكُوا باب التواصل مستمرا في الشبكات العنكبوتية وعبر المنابر الصحفية لمن أتيحت لهم فرصة المشاركة من الأقلام الجادة الملتزمة بدينها والحريصة على المساهمة في نبذ العنف والتطرف والغُلو كلما أتيحت لها الفرصة. إننا في أمس الحاجة كذلك لتجديد خطابنا الديني الموجه للغرب وللأجيال المسلمة المزدادة هناك بلغة يفهمونها، واستغلال وسائل الإعلام تبقى أفضل وسيلة لتوضيح الإسلام الحقيقي الذي يدعو للتسامح والتعايش، ولا بأس من إقامة شراكات مع جامعات غربية تكون فضاء مهما للحوار الحضاري والاستفادة من التجارب الرائدة في العالم الإسلامي لتدبير الشأن الديني مهم كذلك في المستقبل.