الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

الفاعل الجمعوي السلامي: لقد حان الوقت لبناء مغرب جديد..

الفاعل الجمعوي السلامي: لقد حان الوقت لبناء مغرب جديد.. عبد الواحد السلامي، فاعل جمعوي

عدد الفاعل الجمعوي، عبد الواحد السلامي، مجموعة نقاط اعتبرها أساس ما تعيشه البلاد من أزمات أخلاقية واجتماعية. إذ ساق في جرد له مسألة اللامبالاة كنهج سائد في مختلف القضايا الهامة، ومنها تلك التي تتعلق بالصالح العام. كما أضاف إلى البواعث المعيقة عامل الأنانية المانع للتوحد ومصكدر فاعل لبعثرة الجهود. وفي المقابل، يرى عبد الواحد السلامي، أن أول خطوة مؤثرة لتحقيق الإنطلاقة الإيجابية تكون بالإخلاص والعمل الجماعي المشترك، على أساس أن لا أحد من المغاربة ضد الإصلاح والإزدهار. وفيما يلي التقييم الكامل للفاعل الجمعوي السلامي:

"لا شك أن الأزمة الأخلاقية والحضارية والاجتماعية التي تواجهها دولتنا الحبيبة، قد أثقلت كواهل كل أبنائها الذين تعبت معنوياتهم وثقلت عزائمهم وتلاشت طموحاتهم واّمالهم.

لا ريب أن خروجنا من دوامة هذه الأزمة المتشعبة سالمين غانمين أقوياء أكثر وأكبر مما كنا عليه، مرهون بلا نقاش أو فلسفة بكيفية شحن بطاريات عقولنا وأجسادنا بالجرأة والشجاعة والإخلاص والقوة، ومعرفة وعينا لدورنا والإمكانيات التي نملكها، على رأسها حب الوطن  وحب بعضنا البعض.

هناك مرض اللامبالاة الذي مازال مسلطا على أفكارنا، حيث ننتهج سياسة ما على باليش والله يسهل على كل واحد و الديب ياكل خوه !! في كل الأمور والقضايا الهامة التي تتعلق بالمصالح العامة للأرض التي نعيش عليها ومن خيراتها، وهناك مرض الأنانية الذي حرمنا من التوحد والتجمع والتعاون وبعثر جهودنا ونشاطنا،  وهناك المرض الأخطر والأبشع المتمثل في القبيلية و حب المنطقة  التي غرست في قلوبنا مشاعر الحقد والكراهية لبعضنا البعض وأفسدت كل المبادرات والمشاريع الخيرية التي تقام هنا وهناك رغم قلتها..  
وأمام هذه الأمراض القاتلة الفتاكة وغيرها يؤسفنا أن نكتب عن أوضاع بلدنا بألم وأسف كبيرين، كل يوم نستيقظ على أخبار الكوارث والتجاوزات التي تشهدها مؤسساتنا وشوارعنا والخطر كل الخطر يكمن في عدم تحملنا للمسؤولية حتى و إن كانت أمام بيوتنا، لدينا الكثير من الأشياء الإيجابية لنصنعها معا كمجتمع عريق بتاريخه أصيل بحضارته وزاخر بحكمة شيوخه وابداعات شبابه،  لقد بات يؤخذ على كل مغربي كثرة الكلام وانعدام العمل وكأننا سعداء بأوقاتنا العقيمة التي تذهب من أعمارنا هباء منثورا.

برأينا أن أول خطوة فاعلة لتحقيق الانطلاقة تكون بالإخلاص والعمل الجماعي المشترك فلا أحد من المغاربة الطيبين ضد الإصلاح والإزدهار، لكن ذلك يدعو إلى صناعة التفاؤل وشورى واسعة بين كل أبناء المملكة  لتشخيص الأزمة والبحث عن أساليب وطرق للتغلب عليها.

كل شيء يتحدد جماعيا ولا مكان للعمل الفردي، لقد حان الوقت أن نعلن القطيعة مع الشتات والتنافر والحسابات الشخصية الضيقة لنشكل قوة عملاقة فاعلة لقهر الرداءة وإزالة السلبية،  البداية ستكون لامحالة بوضع المخطط المناسب واللازم لبناء مغرب جديد الذي يحلم بها كل المغاربة الشرفاء الذين ملوا من واقع المشاكل و المصاعب والمعاناة.. فهل هناك أمل في توديع عهد التخلف والتراجع؟! أم أن الأمور ستبقى على حالها حتى تندثر أمتنا وتأتي أمة أخرى تحتل مكاننا.

نسأل الله القوي الرحيم الاستفاقة والاستقامة ...".