Sunday 27 April 2025
سياسة

القمة المغربية الخليجية تحت مجهر باحثين استضافتهم قناة "العربية" (مع فيديو)

القمة المغربية الخليجية تحت مجهر باحثين استضافتهم قناة "العربية" (مع فيديو)

خصص برنامج "بانوراما"، الذي تبثه قناة "العربية"، حلقة خاصة، مساء يوم أمس، عن القمة الخليجية- المغربية. وقالت الإعلامية منتهى الرمحي، مقدمة البرنامج، في مستهل الحلقة، إن البعد الجغرافي قلصته المواقف التضامنية الصادرة من الرياض مع قضايا المغرب الأساسية وعلى رأسها الصحراء الغربية، حيث لم يكتف البيان الختامي الصادر عن القمة بالتعبير عن التضامن، بل ذهب إلى وضع حجر أساس لعلاقة شراكة استراتيجية طال انتظارها تربط بين المحيط والخليج تجمعهما تحديات مشتركة ومشاريع مستقبلية تحت مظلة "التعاون والتكامل". وأضافت أنه في الوقت تعصف به أزمات بطول الخريطة العربية يشكل فيه التحالف العسكري الإسلامي ذراعا تواجه به المملكة المغربية ودول الخليج الإرهاب والتطرف وسائر التهديدات الإقليمية وتوفر قوة ردع مهمة.

قال عبد الرحيم السليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية، إن العالم العربي يمر بأخطر مرحلة في تاريخه حاليا، مشيرا إلى أن هناك أربع بوابات خطيرة: العراق، اليمن، سوريا، ليبيا، إضافة إلى الصعوبات التي تعاني منها مجموعة من البلدان التي انهارت بسبب الفشل، وإما لأنها في طور الفشل. وذكر أيضا في تدخله على قناة "العربية" أن النظام الدولي يعيش تحولات كبيرة، وأن مشاريع التقسيم التي كان يروج لها تم الشروع في تنفيذها، مذكرا بإشارة القمة الخليجية-المغربية إلى درجة التهديدات الكبيرة جدا التي تحدق بالعالم العربي، وأنها تستعمل فيها أساليب متعددة، منها الصراعات الطائفية والعرقية والإرهاب، وهناك قوى تخترق العالم العربي داخل هذا المشروع. واليوم من الواضح، يضيف السليمي، أن هناك مؤامرة موجهة إلى العالم العربي، كما سلط الضوء على إشارة الملك محمد السادس أثناء القمة الى قضية الصحراء واستعمال الأمين العام للأمم المتحدة داخل هذه المؤامرة التي تستهدف دول عربية عريقة ظلت مستقرة، ولهذا تمت الدعوة إلى عمل عربي مشترك من خلال نموذج جديد، ليس هو القمة العربية أو جامعة الدول العربية التي كانت تنتج فقط العواطف والبلاغات، والظرف الدولي يتطلب تكتلا استراتيجيا، وهو ما جاء في  البيان الختامي للقمة الخليجية-المغربية، لمواجهة هذه المخاطر التي تحدق بالدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج والمغرب. مضيفا أن هذا التكتل الاستراتيجي يتغلب على عنصر الجغرافيا، فالجغرافيا لم تعد عاملا معرقلا لأن هناك مخاطر مشتركة وهناك أهدافا ينبغي تحقيقها، وفرصا يجب استثمارها لتفادي هذه المخاطر.

وتطرق السليمي إلى المرحلة الانتقالية التي يعيشها النظام الدولي، والذي يتم من خلاله توظيف ورقة الإرهاب وورقة بعض الجماعات المسلحة ثم الحركات الانفصالية. واشار إلى أن أغلب الجماعات الإرهابية توجد على الحدود بين الدول العربية، مستبعدا أن يكون ذلك من محض الصدفة، علما أن هذه الجماعات تحاول محو الحدود. فمن الصعب الآن، يضيف، الحديث عن حدود بين العراق وسوريا وحتى الحدود بين ليبيا والجزائر باتت، حسب السليمي، صعبة جدا، إضافة إلى الحدود بين الجزائر وشمال مالي. مضيفا أن المنطقة المغاربية تضم 9 حركات إرهابية تقريبا متطورة تجمع ما بين تنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" مسجلا وجود عملية انتقال للخطر من سوريا والعراق نحو ليبيا. فمجرد ما استقر تنظيم "داعش" في ليبيا قام بالهجوم على تونس محاولا الإعلان عن إمارة وهذا خطير جدا، يضيف السليمي، الشيء الذي ينذر بأن الخريطة الجيواستراتيجية ستتغير وأيضا الخريطة الجيوأمنية.. وهو ما كان يشير إليه الملك محمد السادس، يستطرد السليمي، حيث يمكن الحديث عن مخاطر "القاعدة" و"داعش" و"البوليساريو" الذي يستعمل أيضا، إضافة الى وجود جماعات في الجنوب الجزائري توظف من قبل الجزائر في هذه المنطقة. كما حذر السليمي من وجود تحول أمني خطير جدا ينطلق من سيناء تقريبا إلى حدود المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا. وأشار إلى أنه من كازاخستان إلى المحيط الأطلسي يسجل وجود مجموعة من الدول إما أنها مرشحة للفشل وإما أنها فشلت، وهذا هو الخطر الذي يحتاج الى إطار استراتيجي جديد لاحتواء هذه المخاطر. ونبه السليمي إلى أن ورقة الإرهاب تستعمل، فكلما انتقل كلما غير الخريطة. وأضاف من الصعب القبول بكون هذه الحركات الإرهابية "تنزل من السماء"، فهناك عدد هام من الحركات المسلحة: الحوثيون، حزب الله بأذرع متعددة.. محذرا من الخطر الإيراني وكذا خطر الجماعات الإرهابية كأدوات تستعمل لاختراق العالم العربي.

ومن زاويته أشار محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة" الاتحاد" أن شعور المغرب بأن دول مجلس التعاون الخليجي تقف معه بدون شروط في قضيته المصيرية قضية الصحراء، هو أمر مهم. وقال إن ما يميز العلاقات المغربية-الخليجية هو الصدق والثقة في التعامل بين الطرفين. معتبرا القمة الخليجية-المغربية منحنى جديد في العلاقة المغربية-الخليجية. فالمغرب، يضيف، موجود بقوة في عاصفة الحزم وموجود بقوة في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، و"المغرب بلد شقيق وصديق وحليف حقيقي، فعلى مر التاريخ كان المغرب موجودا بصدق وبقوة ".. داعيا إلى عدم حصر مجلس التعاون الخليجي في بلدان الخليجي واستبدال تسميته بمجلس التعاون الاستراتيجي.

وفيما يخص خطر الإرهاب الذي يحدق بالعالم العربي، أشار إلى أن التجربة أكدت أن مواجهة الإرهاب لا يكون إلا بالعمل الجماعي، منوها بأهمية وجود هذا التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، والذي لن يكون من خلال المواجهة العسكرية فقط، بل من خلال المواجهة الفكرية والإعلامية والمالية والأمنية كذلك. وأشار الحمادي إلى مفارقة الحديث عن محاربة الإرهاب منذ أحداث 11 شتنبر، أي منذ 15 سنة، لكن رغم ذلك مازال الإرهاب ينتشر، وبالتالي ينبغي أن تتم مواجهة الإرهاب بعمل دولي منظم وليس عبر تحالف إسلامي فقط الذي قد يكون فقط النموذج لمواجهة الإرهاب والتطرف في العالم، علما أن الكثير من البلدان الغربية، يضيف، تضم خلايا نائمة وفجأة تخرج للوجود من خلال تفجيرات إرهابية، من قبيل تفجيرات بروكسيل.

وانتقد الحمادي نظرة الغرب إلى الإرهاب باعتباره صناعة عربية-إسلامية، وبالتالي فعلى العرب والمسلمين تحمل نتيجة هذه الصناعة. لكن اليوم، يضيف، كل الدلائل تثبت أنه لا دين ولا حدود للإرهاب وهو ما يفرض توسيع دائرة العمل ضد الإرهاب، حسب محمد الحمادي. وتساءل أيضا "كيف نسمح كمجتمع دولي باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب، أين القوانين، أين النظم، أين العالم في حماية هؤلاء الشباب من هذا الخطر الإرهابي؟

إبراهيم النحاس، أستاذ العلوم السياسية، ركز في تدخله ضمن برنامج "بانوراما"، الذي نقلته أيضا القناة الأولى المغربية، على أهمية العلاقات التي تربط المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، فهو أول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، مبرزا أهمية رمزية حضور الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي أوباما في الرياض للمشاركة في القمة الخليجية وهو ما يحمل مؤشر أن هذا التحالف الاستراتيجي الذي سيبنى من خلال الحضور القوي للمغرب في المرحلة القادمة سيكون بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما سيمكن هذا التحالف الاستراتيجي من الذهاب بعيدا. وذكر أن التكتل الاستراتيجي بين يلدان الخليج والمغرب والأردن يصب في مصلحة العالم العربي والعالم الإسلامي ويحمل رسالة قوية للعالم الغربي من قبل دول مستقرة سياسيا وتملك منهجا دينيا واضحا.

وفيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية أشار النحاس أن دعم دول مجلس التعاون الخليجي للمغرب في قضية الصحراء يحمل رسالة إلى الجزائر من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، علما أن الجزائر هي الأخرى عانت في المرحلة السابقة من الإرهاب، وبالتالي فزيادة مثل هذه المشاكل تؤدي إلى الفرقة كما تسمح بانتشار الجماعات المسلحة التي قد تضرب الجزائر ثم بعد ذلك المغرب.

رابط الفيديو هنا