الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو :ظلاميون من تكفير المؤمنين إلى قتلهم

عبد اللطيف جبرو :ظلاميون من تكفير المؤمنين إلى قتلهم عبد اللطيف جبرو
الفتاة المصرية الصغيرة وأخوها الطفل المصري وغيرهما من صغار أبناء الشعب المصري الذين جلسوا مع أمهاتهم حول المائدة، ينتظرون والدهم على أساس أن يتناولوا جميعا طعام الغذاء بعد صلاة الجمعة، فإذا بخبر فاجعة يفيد بأن الوالد لن يعود إلى المنزل لأنه لقي مصرعه في العدوان البشع الذي تعرض له مؤمنون وهم يؤدون صلاة الجمعة في مسجد غير بعيد عن مدينة العريش شمال سيناء.
هكذا سيظل مئات الأطفال المصريين مدى الحياة يتذكرون هذه اللحظة التي وصلهم فيها خبر حزين يقول لهم بأن الأب قد قتل عندما كان يؤدي صلاة الجمعة وأن الظلاميين الذين قتلوه يدعون أنهم قاموا بعملهم الإجرامي دفاعا عن الإسلام. وأن المسلمين ضحايا الإرهاب ينتمون إلى مجتمع أصبح مهددا بالكفر والإلحاد.
إذن، بعد مرحلة تكفير المؤمنين، هاقد حان موعد اغتيالهم لأن الظلاميين قرروا ذلك.
الإرهاب الذي ابتليت به أرض الكنانة يوجه الضربات المتوالية إلى المصريين؛ يضربون أولا الاقتصاد المصري بالهجوم على مواقع سياحية لأن السياحة في مصر تعتبر من الموارد المالية للدولة ولأن مصر تعتمد على السياحة لخلق فرص العمل ومحاربة قلة الشغل.
ثانيا، تستهدف الضربات الإرهابية مؤسسة الجيش والشرطة لأن الدولة تعتمد عليهما للدفاع عن النظام وضمان الأمن والاستقرار. لهذا يتعرض آلاف الجنود ورجال الشرطة لجرائم الإرهاب الظلامي في مصر.
ثالثا، تستهدف العمليات الإرهابية كذلك كنائس الأقباط ومعابدهم في القاهرة والاسكندرية وسيناء… وهي عمليات ذهب ضحيتها مصريون أقباط ومعهم مصريون آخرون مسلمون، كل ذلك لخلق أسباب فتنة طائفية بين أبناء شعب واحد حيث يتعايش المسلمون مع الأقباط منذ أن تم فتح مصر على يد عمرو بن العاص.
رابعا، ها هي العمليات الإرهابية تصل إلى مرحلة اغتيال مئات المؤمنين المسلمين وهم يؤدون صلاة الجمعة. فماذا يعني كل هذا؟ وما الهدف من هذه الضربات الإرهابية البشعة؟
من المحقق أن هناك من يريد إضعاف مصر، وقالت الشاعر حافظ إبراهيم منذ عشرات السنين في قصيدة«مصر تتحدث عن نفسها»:
أنا إن قدر الإله مماتي** لاترى الشرق يرفع الرأس بعدي
لهذا فالمؤامرة تتجاوز أرض الكنانة والذين ينفذون العمليات الإرهابية الوحشية في مصر، تقف وراءهم وتخطط لجرائمهم جهات معادية للعرب والمسلمين تسعى إلى خلق المزيد من الفوضى والاضطرابات في المنطقة حتى لا يتمكن أهل المنطقة من إعادة أمجادهم وبناء وحدتهم في هذا العصر الذي يتحد فيه الآخرون ولا حق للعرب والمسلمين في الوحدة والاستقرار والبناء.