قال أحمد حبشي، عضو المجلس الوطني للحزب الإشتراكي الموحد غن تصريح العبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان والذي تطرق فيه الى إقامة الخلافة بقطع الرؤوس والنحر والذبح إن اقتضت الضرورة غير مستغرب ولا يحمل أي جديد بخصوص تصورات الجماعة من مختلف القضايا مشيرا الى أن تصريح العبادي كشف عن التفكير العميق لجماعة العدل والإحسان في هذا الظرف بالذات وقال إن العدل والإحسان تتشبت بكونها مجموعة مختارة وبأنها صاحبة الحقيقة وبأن من يخالفها سيكون مصيره وفق ما حددته الجماعة رغم اللبوسات التي اكتستها الجماعة في السنوات الأخيرة والتي حاولت من خلالها البروز كجماعة تؤمن بالديمقراطية مؤكدا أن سلوكها العام وانغلاقها وعد قبولها بالطرف الآخر ونمط تفكيره يكشف عن عمق تفكيرها ، وأوضح حبشي أن العلاقات التي تحاول إقامتها مع بعض القوى السياسية تحاول فقط من خلالها تقوية نفسها وفي نفس الوقت استعراض عضلاتها داخل جميع الحركات التي انخرطت فيها، فجماعة العدل والإحسان بشكل عام – يضيف حبشي – كانت تحاول دائما البروز بمظهر الطرف القوي والذي بإمكانه استعمال القوة وقتما شاء بشكل يشعر باقي القوى السياسية أنهم لايمكن بلوغ ما وصلته الجماعة.
وأوضح حبشي أن تصورات جماعة العدل والإحسان لا تختلف عن تصورات حركة " داعش " فهي أعطت الإنطباع من خلال تصريح العبادي بأنها امتداد لحركة شرقية تقطع رؤوس كل من يخالفها مضيفا أن المظهر الذي تحاول تقديمه للرأي العام يكشف عن وجود صراع داخل جماعة العدل والإحسان مابين اختيار التعامل مع جميع القوى السياسية علما أن هذا الأمر لم يكن مطروحا قبل عام 2000 وهو العام الذي أحدتث فيه العدل والإحسان الدائرة السياسية من أجل البروز كقوة سياسية وليس فقط حركة دعوية، موضحا أن غاية العدل والإحسان من المشاركة بفعالية بمجموعة من الحركات الإجتماعية هو السيطرة والهيمنة على جميع الحركات كيفما كان نوعها، وقال أيضا إن تصريح العبادي قطع الشك باليقين لكل من يحملون وهم بخصوص من يعتقدون بإمكانية تحول العدل والإحسان الى حركة ديمقراطية وأكد حبشي أن الحزب الإشتراكي الموحد ظل دائما يتعامل مع جماعة العدل والإحسان ضمن حدود معينة ولم يسبق له بتاتا أن عقد لقاءات مباشرة مع مسؤولي الجماعة ، بل كان الشارع هو المحدد، وأشار حبشي أن جماعة العدل والإحسان تتواجد أيضا بقوة في الحركة النقابية مشيرا بأنه يصعب طرد عضو معين داخل النقابة بذريعة انتمائه للعدل والإحسان مشيرا بأن الشعب المغربي لما يخوض معركة معينة فالأمر لايتطلب تطابق الآراء، موضحا بأن حركة 20 فبراير عانت من اعطاب افتقادها الى استراتيجية واضحة كما أن افتقدت لتفكير موحد يحمل رؤية منسجمة مما جعلها غير قادرة على الأخذ بزمام الأمور ولعب الدور القيادي خاصة أمام ضعف القوى السياسية.
ودعا حبشي كافة القوى السياسية الى تحمل مسؤوليتها وإدراك آفاق العمل مع أي طرف في إشارة الى تنسيق بعض قوى اليسار مع جماعة العدل والإحسان، موضحا بأن الحسابات التي قد تكون وراء إقامة هذه القوى علاقات مع العدل والإحسان هي حسابات فارغة سيكونون هم الخاسر الأكبر فيها، وأوضح حبشي أن الحزب الإشتراكي الموحد لايرفض التعامل مع الإسلاميين بل لها علاقات مع أطراف إسلامية التي عبرت عن إيمانها بالديمقراطية والإختلاف بعكس العدل والإحسان التي لايخفى علينا – عمق تفكيرها – علما أن ياسين كان دائما هو الكل في الكل، حيث كان الولاء له لا لغيره ، حيث كان لا نقاش عند حديث ياسين، وحيث كان أنصار العدل والإحسان يتبركون به ويفطرون بالماء الذي شرب منه والتذوق من الأكل مباشرة بعد انتهائه..وما الى ذلك من طقوس – يضيف حبشي – والتي تؤكد أن الجماعة بعيدة عن الأفق السياسي الديمقراطي الذي يطمح إليه المغاربة، مؤكدا بأنه " لايمكننا ان نستبدل استبدادا باستبداد ..ولايمكننا أن نبني الديمقراطية مع جماعة لاتؤمن بالديمقراطية " ..
كما دعا حبشي المثقفين الى لعب الدور المنوط بهم ، موضحا بأن عدائهم للسياسة لايبرر عدم اضطلاعهم بدورهم الفكري مقدما على سبيل المثال عبد الله العروي الذي لم يكن منتمي للسياسة ومع ذلك أصدر مؤلفات كثيرة تهم قضايا المجتمع، مضيفا بأنه ليس من الضروري على المثقفين الإنضواء لحزب معين من أجل الدفاع عن الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان، داعيا الحركية الحالية للمثقفين بالإشتغال بشكل مستقل عن الأحزاب وعن أي طرف واستقطاب أكبر عدد من المثقفين، داعيا جميع الأطراف الى المساهمة في الدفاع عن الديمقراطية بجدية ومسؤولية ، موضحا بأن تراخي عدد من الأطراف السياسية بمصر وكذا بعدد من البلدان العربية ساهم في تقوية حركة الإخوان المسلمين، إضافة الى " خوف بعض الأطراف ورغبتها في الظهور كطرف مهادن للسلطة " والذي عزز من مكانة الإسلاميين.
