Monday 28 July 2025
فن وثقافة

على هامش مهرجانات التّْبَوْرِيدَةْ.. في الحاجة إلى فهم لغة خيولنا معشر الْبَّارْدِيَّةْ مْوَالِينْ الْخَيْلْ

على هامش مهرجانات التّْبَوْرِيدَةْ.. في الحاجة إلى فهم لغة خيولنا معشر الْبَّارْدِيَّةْ مْوَالِينْ الْخَيْلْ فهم لغة الخيل في التبوريدة: من الإشارات الجسدية إلى التعبير الصوتي لبناء تواصل فعّال بين الفارس وجواده

من الملاحظات والأسئلة المقلقة، التي تثير فضول الجمهور، واهتمام المتتبعين من عشاق تراث فن ورياضة التبوريدة، ما يقع من شدّ وجدب و "خصومة" بين بعض الفرسان وخيولهم خلال عروض التبوريدة، مما دفع جريدة "أنفاس بريس" إلى البحث في موضوع أهمية فهم لغة الخيل، وأهمية التواصل اللبق والسلس بين الفارس والحصان أثناء امتطاء صهوته.

في هذه الورقة تتقاسم الجريدة مع الفرسان الشباب والمهتمين بتربية وركوب خيل التبوريدة مفاتيح لفهم لغة الخيل، استنادا على وثائق ومنشورات ذات الصلة بالموضوع، كانت قد اشتغلت عليها الشركة الملكية لتشجيع الفرس سابقا.

حديث عن المواصفات والجمال والقوة:

من مميزات "بروفيل" خيول السلالة البربرية، أنها معتدلة القوام، برأس قوي، ويتميز بجبهة عريضة، وكثيرا ما تكون محدبة، ويتميز أيضا بعنق قوي وعريض، فضلا عن كون عظام قوائمه قوية، وبدن موفور بديع. ومن المعلوم أن أصل الخيول البربرية يرجع إلى أزيد من 3000 سنة، حيث يعتبر شمال إفريقيا مهدا لهذه السلالة التي تعتبر أصل ظهور العديد من السلالات على المستوى الدولي.

من جهة أخرى يعتبر الحصان العربي الأصيل من بين أجمل الخيول، على اعتبار أنه يتميز بصفات الرشاقة، والسرعة، والصلابة والمقاومة والشجاعة إلى جانب سهولة التحكم فيه. حيث تعود أصوله إلى المناطق الواقعة بوسط شبه الجزيرة العربية وهو السلالة الأصيلة والوحيدة من حيث صفاء النسل.

إن أصل الحصان العربي البربري ـ مزيج بين السلالة البربرية والعربية ـ لذلك فهو مناسب لحمل السَّرْجِ ورياضة الفروسية، فذلك يرجع بالأساس إلى كون أن "قوامه معتدل"، ويتميز بـ "عنق معتدل"، وبـ "تمدد ظهر رشيق"، و "أرداف معتدلة"، و "ذيل معتدل المستوى"، بل أن الحصان العربي البربري قادر على التكيف مع مختلف الإستعمالات مثل فن ورياضة "التبوريدة" فضلا عن رياضات الفروسية الحديثة.

ضرورة مكافأة الخيل وتحفيزها:

رغم شموخ وهيبة الخيل العربية، إلا أنها مخلوقات حسّاسة للغاية، حيث من اللازم على الفارس أن يعمل دائما على مكافأتها على العمل الذي تنجزه خلال امتطاء صهوتها، على اعتبار أن الحصان العربي يعتبر ويفهم ذلك على أنه مكافأة وتحفيزا وليس حقا، وهذه نقطة هامة جدا في طريقة تعليمها وتدريبها وتربيتها.

حديث عن لغة الخيل:

من المعلوم أن لغة تواصل الخيل عبر الرسائل والإشارات لها دلالاتها التعبيرية، خصوصا إذا علمنا أن جسم الحصان يرسل إشارات ورسائل، فإذا كانت الخيول لا تتحدث فإنها تقول الكثير بتعبيرات خاصة ومشفرة. فهل يفهم عامة فرسان فن ورياضة التبوريدة لغة الخيول التي تعبر بها من خلال حركة القدمين الأمامية، والحوافر، ثم حركة الذيل وتقاسيم الوجه وحركة الأذنين إلى جانب نظرة العيون، ثم الصوت "الهمهمة، والشخير والصهيل" دون أن ننسى التعبير عن طريق تنفسها كذلك؟ علما أن جسم الحصان كله يرسل الإشارات ويبعث بالرسائل من أجل تبليغ أحاسيس وشعور معين في لحظات معينة، وهذه بعض الحركات التي يجب على الفارس أن يفهمها ويتفاعل معها إيجابا:

ـ رفع القدمين الأمامية:

 نشاهد وسط محارك التبوريدة، بعض الخيول تقوم برفع القدمين الأمامية، لكن بالمقابل يتعامل الفرسان بعنف مع الخيول أو لا بالون بإحساس الفرس، وهذه الحركة هي تعبير عن الإنزعاج، أو يمكن أن تعبر عن حالة إثبات شخصية الحصان.

ـ ضرب الأرض بالحوافر:

إذا قام الحصان بحركة ضرب الأرض بحوافره فإنه يعبر عن إحساسه بالملل أو شعوره بالقلق مما يفرض على الفارس التعامل بلباقة ولطف مع جواده. في حين أن الحصان إن جفل أو تراجع فجأة للخلف فذلك شعور بالخوف أو تفاجأ بشيء ما.

ـ إشارة حركات الذيل:

لا يختلف إثنان على أن الذيل يعتبر من ملامح الجمال والزينة التي تمنح للحصان جمالا وبهاء، إلا أن الذيل يعبر ببعض حركاته كذلك عن حالة القلق والغضب التي تنتاب الخيل، فإذا كانت حركة الذيل تهتز بقوة فإن ذلك تعبيرا ودليلا على انزعاج الحصان، أو تكون الحركة محاولة منه لطرد جسم غريب يلتصق بجلده مثل الحشرات المزعجة. أما إذا كان الذيل تابتا وهادئا فإنه يعبر عن حالة الاسترخاء والراحة والإطمئنان النفسي والبدني.

إشارات ورسائل لغة العين:

ومن أصدق تعابير حركات الحصان تلك المتصلة بلغة العيون التي تتكلم بصدق، فإذا كانت العيون مفتوحة بزيادة فإنها تعبر عن حالة خوف أو مفاجأة ما، خلاف النظرة الهادئة ـ الناعسة ـ التي تعبر عن إحساس الحصان بالرقة والثقة. في حين إذا كان بياض العين ظاهرا بشكل كبير فإن ذلك تعبيرا عن الإحساس بالتوتر أو أن الحصان يشعر بخطر قادم وداهم.

تعبير الخيل بالصوت له معنى ودلالة:

في لحظات كثيرة، تعبر الخيول بصوتها لإيصال إشارات مختلفة، مما يفرض على الفارس فهم هذه اللغة التواصلية للتفاعل مع رسائل معينة، فإن كان الصوت "همهمة ناعمة" فإن الحصان يعبر عن شعوره بالإرتياح والسعادة، مما يفرض التفاعل مع اللحظة بالتجاوب الإيجابي معها، في حين إن كان الصوت "شخير خفيف" فإن الحصان غير مرتاح ويحذر من شيء معين أو أن الصوت المرسل تعبيرا عن حالة قلق. أما إن كان الصوت "صهيلا" فإن الحصان يتواصل مع خيل آخر أو يرسل نداء معينا.