Friday 25 April 2025
ONCF Voyages
سياسة

مجاهد: المغرب ليس في حاجة إلى الفهم الماضوي الذي يسوق لمآسيه محمد العبادي

مجاهد: المغرب ليس في حاجة إلى الفهم الماضوي الذي يسوق لمآسيه محمد العبادي

خرج محمد العبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان المحظورة بتصريح مثير للجدل على أحد المواقع التابعة للجماعة يعيد فيه الدعوة إلى إقامة "الخلافة "، معتبرا بأن الخلافة واجب ديني شرعي وأن عدم القبول بها لمدة ثلاثة أيام يجيز قطع رأس المعترض. "أنفاس بريس" اتصلت بمحمد مجاهد، قيادي وأمين عام سابق لحزب الإشتراكي الموحد فأدلى بالتصريح التالي في الموضوع:

"أعتبر بأنه ينبغي أن يكون فهم الدين وفهم الإسلام في هذا الصدد اجتهادا متنورا يتماشى مع مستجدات العصر. لذلك فالتجربة أظهرت الآن بأنه يجب الإستفادة مما يقع في العالم بكامله، وما وقع في الثورات العربية ومآلها في سوريا أو العراق أو اليمن وقبل ذلك في السودان وفي ليبيا. وأيضا ومأزق التمثلات الماضوية غير المتجاوبة مع العصر ألذي أوصل هذه الدول والشعوب إلى ما وصلت إليه من أوضاع مزرية التي نراها الآن ونأسف لها وهو ما حدث قبل ذلك في أفغانستان والصومال ودول أخرى.

لذلك نعتبر أنه لا يمكن أن نكون كشعوب عربية وإسلامية كحالة شاذة عن العصر، إذ مطروح علينا وليس لنا خيار آخر إذا كنا نريد الإستقرار والسلم المدني ونطمح إلى التنمية والتقدم من غير الإنخراط في خيار واحد الذي أثبتت نجاعته في كل دول المعمور وهو ما أسميه بـ"المفصلة "ما بين القيم الكونية الناجعة سواء بأوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وآسيا والآن بعض الدول في أفريقيا، ويتمثل  في النموذج الديمقراطي، وهو الجذع المشترك الموجود في كل النماذج الديمقراطية ويشمل السيادة الشعبية وسيادة القانون والمساواة أمام القانون، والحرية وحقوق الإنسان بمعناها الكوني، واحترام التعدد.

وإجمالا، فهذا الجذع المشترك والقيم الكونية يجب مفصلته مع كل ما هو إيجابي ومتنور في ثقافتنا كشعب مغربي بحضارته الإسلامية العربية الأمازيغية.

 وأعني بـ"المفصلة" أيضا عدم نقل أي نموذج ديمقراطي في العالم كنسخة طبق الأصل قابلة للتعميم. فالنموذج الفرنسي ليس هو النموذج الألماني أو البرازيلي أوالتركي، وهي كلها نماذج ديمقراطية، ولكن يجب أن نقوم بمفصلة القيم مع كل ما هو إيجابي ومتنور وندع كل ما هو سلبي للبحث عن خصوصية النموذج الملائم والأنسب لنا ولمجتمعنا ولثقافتنا العربية الإسلامية الأمازيغية، وهذا هو أملي الذي ينسجم مع السيرورة التاريخية. مع أنه عمل شاق وطويل، وليس عمل اليوم فقط. وهكذا فنحن نموقع في تقديرنا مشروعنا أمام مشروعين اثنين  مطروحين في الساحة اليوم وهما: المشروع المخزني أولا الذي يجدد نفسه من أجل الحفاظ على توابثه وقد أثبتت التجربة بأنه ليس خيارا. والمشروع الأصولي الماضوي ثانيا وأثبتت التجربة بأنه ليس خيارا كذلك، ونحن في صراع مع المشروعين والخيارين معا.