الأربعاء 17 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد جدري: العتبة الانتخابية.. بين سندان تمثيلية الأحزاب الصغيرة ومطرقة بلقنة المشهد السياسي

محمد جدري: العتبة الانتخابية.. بين سندان تمثيلية الأحزاب الصغيرة ومطرقة بلقنة المشهد السياسي

العتبة الانتخابية، وسيلة تقنية لضبط الخريطة السياسية للبلاد. هناك بلدان تنحو نحو نمط انتخابي بدون عتبة، وذلك من أجل ترك الفرصة لتمثيلية الأقليات، وهناك بلدان تنحو نحو عتبة مرتفعة، وذلك من أجل الحيلولة دون تمثيلية للأقليات، تركيا وإسرائيل نموذجا.. الأولى لقطع الطريق أمام الأكراد، والثانية لمنع حصول عرب 48 على مقاعد مريحة.. وهناك بلدان أخرى تتجه نحو عتبة معقولة للحد من بلقنة المشهد السياسي من جهة، ولعدم منع أحزاب متوسطة من التمثيل التشريعي من جهة أخرى، كحالة النظام الانتخابي المغربي.

لفهم ما يجري في الساحة السياسية حول نقاش العتبة، يجب الأخذ بعين الاعتبار ما سيستفيده هذا الحزب أو ذاك.

1- العدالة والتنمية يدافع عن عتبة 6% لكي لا يفقده مقاعده، وكذلك لعدم الوقوع في فخ أكبر بقية الذي قد يفقده مجموعة من المقاعد، خصوصا في المدن الكبرى والمتوسطة،

2- حزب الاستقلال يدافع عن عتبة مرتفعة نسبياً 10% لأنه يريد كسب جل أو كل المقاعد في قلاعه الانتخابية، ولمنع مجموعة من الأحزاب الصغيرة والمتوسطة من الحصول على مقاعد،

3- حزب الأصالة والمعاصرة يدافع عن عتبة بسيطة 3%، لأنه يعرف أن قوته تتجلى في العالم القروي، ولكي يضمن بعض المقاعد بالمدن يجب أن تكون هناك عتبة بسيطة،

4- حزب الحركة الشعبية، يعرف أكثر من غيره أن قلاعه الانتخابية محدودة في مجموعة من المناطق، وعليه فإن عتبة متوسطة أو مرتفعة ستمكنه من فرض سيطرته داخل تلك المناطق،

5- حزب التجمع الوطني للأحرار، يدافع عن عتبة متوسطة للحفاظ على قلاعه الانتخابية ولمنع وصول أحزاب صغيرة للبرلمان،

6- حزبا الاتحاد الدستوري والتقدم والاشتراكية يدافعان عن عتبة متوسطة لأن أية عتبة كبيرة ستفقدانهما مجموعة من المقاعد و أية عتبة صغيرة ستجعلانهما يتقاسمان مقاعد أخرى مع أحزاب صغيرة،

7- حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لن يستطيع التنافس على مقاعده الحالية في ظل عتبة 6%، لهذا يدافع عن تخفيض للعتبة إلى 3%

8- تحالف اليسار والأحزاب الأخرى تدافع عن إلغاء العتبة وذلك من أجل تسهيل ولوجها للقبة.

أعتقد أن الخيار الأمثل هو عتبة متوسطة بين 6% و10% وذلك من أجل عدم بلقنة المشهد السياسي، وكذلك لتسهيل عملية التحالفات البعدية من أجل حكومة منسجمة مشكلة من 03 إلى 04 أحزاب على أقصى تقدير.