أكد عبد الله حافيظي السباعي، الباحث المتخصص في الشؤون الصحراوية والموريتانية، أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "كريستوفر روس"، "لم ينس للمغرب موقفه القاضي بإبعاده عن الملف، وأن عودته هي انتصار له والمنتصر دائما لابد أن ينتقم ممن حاول إضعافه في أول الأمر.." وأضاف السباعي في لقاء مع "أنفاس بريس"، أن كل تصرفاته مند البداية تبين بالملموس أنه منحاز إلى الانفصاليين الصحراويين وإلى الطرح الجزائري الرامي إلى تقرير مصير ما يسمى عندهم ب"الشعب الصحراوي، وقال: "عندما طالبت الجزائر وربيبتها البوليساريو بإبعاد المبعوث الأممي السابق "فالسوم" لم يتراجعا عن موقفهما وبقيا متشبثين به إلى أن أبعد "فالسوم" عن الملف، لأنه قال بأن إجراء الاستفتاء حل مستحيل وأن الحكم الذاتي هو الحل الأمثل.. عكس الحكومة المغربية التي طالبت بإبعاد " كريستوفر روس" عن الملف بعد أن تبين لها أنه منحاز للانفصاليين وللجزائر، وبعد أن تشبتث الأمم المتحدة ب"روس" رضخ المغرب للضغوطات الأجنبية وسمح بعودة المبعوث الأممي رغم أنه طالب بإبعاده.. وهذا غلط فادح وقعت فيه الديبلوماسية المغربية لأن عودة روس لمواصلة التحكم في الملف هو هزيمة للمغرب.. ولا زلت أذكر انني قلت لصديقي الدكتور سعد الدين العثماني وزير الخارجية السابق آنذاك أن تصريحه بوجوب إبعاد "روس" عن ملف الصحراء وتراجعه لاحقا، وتصريحه بقبوله بمواصلة معالجة الملف فيما بعد هو هزيمة للديبلوماسية المغربية، وأنني أفضل أن يقدم الوزير استقالته من وزارة الخارجية على أن يضطر للعدول عن قرار سيادي لأن في ذلك استهانة بسيادة الدولة وحرمة الوطن.. إلا أنني فهمت من رد الدكتور العثماني أنه "مرغم أخاك لا بطل" إن التراجع عن إبعاد "روس" عن ملف الصحراء كان غلطا فادحا نؤدي ثمنه اليوم.."
وكشف السباعي، من خلال عدد من المحطات الأممية في معالجة ملف الصحراء، أن "روس"، عمل بمجرد رجوعه إلى المنطقة على حبك الدسائس الظاهرة والمستترة، "فقام تحت أنظار وفي تحدي سافر للسلطات المغربية على عقد اجتماعات بمدينة العيون مع دعاة الانفصال من الصحراويين الذين يقومون بأنشطتهم الهدامة بكل حرية فوق التراب المغربي.. الشيء الذي لم يستطع فعله في مخيمات تندوف حيث تنتهك ابسط حقوق الانسان ولا أحد يستطيع التنديد بتلك الخروقات السافرة التي تنتهك لمدة أربع عقود من الزمن، بينما الجميع يهتم بما ويقع في الأقاليم الصحراوية المسترجعة ويضعها تحت المجهر.."
وأضاف الباحث في الشؤون الصحراوية، في ذات اللقاء مع "أنفاس بريس"، بالقول:
"روس" هو الذي خطط لزيارة الأمين العام للمنطقة،وهو الذي أقنع "بان كي مون"، بزيارة منطقة بير لحلو العازلة صحبة الانفصاليين والانحناء لعلم لا يوجد في أروقة الأمم المتحدة..
"روس" هو المسؤول عن كلما وقع في المنطقة من انزلاقات وهو المسؤول عن الأخطاء التي وقع فيها الامين العام للامم المتحدة في ملف الصحراء..
"روس" هو رأس كل خطيئة وبقاء الملف بين يديه هو فشل للديبلوماسية المغربية وأي استقبال له في المغرب مستقبلا هو استفزاز لشعور المغاربة قاطبة..
