قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، رئيس مؤسسة مسجد الحسن الثاني، ورئيس المجلس العلمي لأكاديمية الفنون التقليدية، اليوم الاثنين بالدار البيضاء إن خريجي هذه الأكاديمية الذين أخذوا الفنون التقليدية عن المعلمين بطرق حديثة وعلمية، يحملون رسالة ثقافية وحضارية لها علاقة بهوية المغرب وتميزه.

وأضاف التوفيق خلال حفل تسليم الشهادات للفوج الأول من خريجي الأكاديمية في الشعب التقنية (دفعة سنة 2015)، أن أمام خريجي الأكاديمية آفاق لا حصر لها  تتعلق أساسا بالإسهام في تطوير الاقتصاد من خلال إنعاش الصناعة التقليدية.

وبعد أن أشار الوزير إلى أن المغاربة يحرصون منذ القدم على الحفاظ على الفنون التقليدية بشتى أشكالها، قال إن الملك محمد السادس، الذي يولي عناية خاصة للفنون التقليدية المغربية، تفضل بتدشين هذه الأكاديمية سنة 2012 ضمانا لاستمرارية هذه الفنون وانتعاشها.

ومن جهتها قالت فاطمة مروان وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعية والتضامني، إن هؤلاء الخريجين - الذين خضعوا لتكوينات متكاملة ذات طابع علمي - سيساهمون دون شك في استمرار التاريخ والحضارة المغربيين من خلال نقل إرث الأجداد في مجال الصناعة التقليدية.

وفي سياق متصل أبرزت مروان أن الملك الراحل الحسن الثاني منح قيمة كبيرة للمعمار والتاريخ، حينما شيد مسجد الحسن الثاني الذي يشكل مفخرة في مجال استثمار مختلف فنون الصناعة والتقليدية، وهو ما سعت الأكاديمية إلى ترسيخه، وتطويره بمبادرة من الملك محمد السادس.

وأشارت إلى أن هذه الأكاديمية فرضت نفسها كمؤسسة مرجعية في مجال التكوين، وتنظيم لقاءات ذات طابع علمي لها علاقة بفنون الصناعة التقليدية.

وأبرز العربي بن الشيخ المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، أن اعتماد المقاربة التشاركية في عمل الأكاديمية، من جانب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، شكل أحد عوامل نجاح الأكاديمية في تكوين هؤلاء الشباب.

وبعد أن أشار إلى أن المكتب سيعمل على دمج بعض المتفوقين من هؤلاء الخريجين، دعا هؤلاء الشباب إلى مزيد من الإبداع في كل المجالات التي لها علاقة بفنون الصناعة التقليدية.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد هؤلاء الخريجين، الذين تلقوا تكوينا على يد معلمين وأطر ذوي خبرة في هذا المجال، يبلغ 99 شابا منهم 28 فتاة.

ومن المعلوم أن الحاج بوشعيب فقار أول محافظ لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، رفع تحدي إخراج أكاديمية الفنون التقليدية إلى الوجود منذ سنة 2012 وكسب التحدي، بما تطلبه من جهد إن على الصعيد القانوني أوالهيكلي أواللوجيستيكي. وإن كان هذا العطاء ليس بغريب على الرجل لما عرف به من إصرار على بلوغ الأهداف عبر ما تقلده من مهام سابقة. وهاهو الآن يعيش لحظات جني الثمار لأول مؤسسة تعليم عال ذات تكوين متميز يجمع المواد العلمية، والفنية، والاقتصاد، والعلوم الإنسانية، وورشات تدريبية تتضمن العمل على إعادة تأهيل الصناعة التقليدية، من أجل الحفاظ على الهوية المغربية، وصيانة التراث الوطني، خاصة المهدد بالاندثار.