الأربعاء 23 إبريل 2025
سياسة

زهير بلحمر: مادة التربية الإسلامية تفتح أفق التلميذ على الحوار والتواصل، والجهل المركب هو الذي ينتج التطرف

زهير بلحمر: مادة التربية الإسلامية تفتح أفق التلميذ على الحوار والتواصل، والجهل المركب هو الذي ينتج التطرف

خلال المجلس الوزاري الأخير، المنعقد بالعيون، بعث الملك إشارات قوية مؤكدا على أن الانفتاح والتواصل لا يعني الاستيلاب والانجرار وراء الآخر، كما لا يعني أيضا التزمت والانغلاق.. ودعا إلى التربية على القيم الإسلامية السمحة الداعية إلى الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات. والواقع أن المسألة التعليمية تعرف تجاذبات على عدة مستويات  بين أنصار كل من العربية ودعاة الفرنسية من جهة، ومن جهة أخرى بين مدرسي التربية الإسلامية الذين يزعمون بأن مادة الفلسفة تحرض على التمرد والإلحاد ومدرسي الفلسفة الذين من جهتهم يرون أن التربية الإسلامية تميل إلى التشدد والتطرف. "أنفاس بريس" طرحت الموضوع للنقاش على مختلف الأطراف، وتوصلت في هذا الإطار برأي زهير بلحمر أستاذ  التربية الإسلامية، والذي جاء كالتالي:

"إن الناظر في مقررات مادة التربية الإسلامية، وأخص بالذكر هنا سلك الثانوي التأهيلي، نجده يركز على مجموعة من القيم نظمت في سلك وحدات، حيث يستهل تلميذ الثانوي التأهيلي دروس المادة في مستوى الجذع المشترك من سلك الثانوي التأهيلي دروسه بوحدتين، وهي الوحدة الاعتقادية، والتي يدرس فيها الدروس الآتية:

1ـ علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة.

2ـ صفات الله تعالى: الصفات الواجبة والصفات المستحيلة.

3ـ الخصائص العامة للإسلام: الربانية والشمول.

4ـ الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال.

5ـ الخصائص العامة للإسلام: التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة.

6ـ الوحدة والائتلاف.

ثم الوحدة التعبدية والتي يدرس فيها التلميذ الدروس الآتية :

1ـ القيم الروحية في الإسلام

2ـ فقه الصلاة

3ـ فقه الصيام

4ـ فقه الزكاة

5ـ فقه الحج

6ـ اليسر ورفع الحرج

والملاحظ في هذه الوحدة التركيز على مقاصد أركان الإسلام حتى يدرك التلميذ أبعادها التربوية والاجتماعية والاقتصادية والصحية.

أما السنة الأولى باكالوريا فتنقسم فيها دروس المادة إلى وحدتين:

وحدة التربية التواصلية والصحية وتضم الدروس الآتية:

1ـ قيم التواصل و ضوابطه.

2ـ من أساليب الحوار في القرآن الكريم والسنة.

3ـ الاختلاف آدابه وتدبيره.

4ـ الإعلام والتوعية الصحية.

5ـ الإيمان والصحة النفسية.

6ـ العفة ودورها في محاربة الفواحش وحفظ الصحة.

ثم وحدة التربية الاقتصادية والمالية والتي تحتوي على الدروس الآتية:

1ـ مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي.

2ـ نظام العقود العوضية.

3ـ نظام العقود التبرعية.

4ـ5ـ6 نظام الإرث في الإسلام.

أما السنة الثانية باكالوريا باعتبارها سنة ختامية للحصول على شهادة الباكالوريا، فإن التلميذ يتعرف فيها على مجموعة من الدروس منظومة في سلك أربع وحدات وكل وحدة تحتوي على ثلاثة دروس. الوحدة المنهجية وتشتمل على:

أصول المعرفة الإسلامية:

1ـ القرآن الكريم2

2ـ السنة النبوية

3ـ الاجتهاد.

والوحدة الفكرية والتي تضم :

1ـ التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان، وآيات الأنفس والآفاق.

2ـ خصائص التفكير المنهجي في الإسلام.

3ـ الحضارة الحديثة وتغير القيم.

ثم الوحدة الحقوقية التي تحتوي على الدروس الآتية:

1ـ حفظ الضروريات الخمس في الإسلام.

2ـ حقوق الإنسان في الإسلام.

3ـ التشريع الجنائي في الإسلام ومنهجه في حفظ الحقوق.

أما الوحدة الرابعة فقد خصصت لدروس تتناول مواضيع اجتماعية وهي:

1ـ الزواج.

2ـ الطلاق.

3ـ رعاية الطفل

وهي دروس تمهد لما سيصادفه التلميذ بعد الباكالوريا في كثير من الشعب سواء الدراسات الإسلامية أو الشريعة أو القانون...

ولعل من نافلة القول التأكيد على حرص مادة التربية الإسلامية فتح أفق التلميذ المغربي على الحوار والتواصل وقبول الاختلاف.. دون تزمت وانغلاق على الذات، أو انفتاح يؤدي إلى الاستيلاب الحضاري.

ولا أخال أن مقررا يحتوي بين دفتيه كل هذه القيم الرفيعة والمبادئ السامية أن يسهم في زرع التطرف في نفوس الناشئة، وإنما الذي يصنع التطرف هو الجهل المركب، ولهذا فمن القواعد المنهجية والمنطقية "الحكم عن الشيء فرع عن تصوره".

 ومع ذلك فإنه لا مانع من تعديل برامج التعليم الديني ومادة التربية الإسلامية، قصد مواكبة الجديد في علوم التربية قصد توظيف البيداغوجيات الجيدة، والطرق التربوية الكفيلة بتقريب المفاهيم وتبسيط القيم للاستيعاب الجيد وتنزيلها على أرض الواقع سلوكا وممارسة.