الجمعة 27 سبتمبر 2024
مجتمع

المجتمع المدني بالفقيه بنصالح ينوب عن السلطات في رد الاعتبار للموتى

المجتمع المدني بالفقيه بنصالح ينوب عن السلطات في رد الاعتبار للموتى

في ظل ما تعرفه المقابر المغربية من شتى تداعيات التهميش والإهمال، وعلى عكس خطى مدبري الشأن المحلي الذين رفعوا أيديهم عن واجب الاعتناء بها، جاءت المبادرة هذه المرة من فعاليات المجتمع المدني بإقليم الفقيه بنصالح، وتحديدا جمعية "النصر للتنمية" بدوار اولاد عيسى الواد، التي أولت لهذا الموضوع عناية خاصة حيث قامت يوم السبت 27 فبراير 2016، بحملة اختارت لها شعار "تنظيف المقبرة مسؤوليتنا جميعا".

وفي تصريحات متباينة لأصحاب المبادرة، فإن الأخيرة انبثقت من الاقتناع بضرورة إزالة كل النفايات والأكياس البلاستيكية، وأيضا الأعشاب الجافة التي تعطي الانطباع للزائر وكأنه في فضاء موحش لا ينذر سوى بما يرهق العين ويحبس الأنفاس. الأمر الذي لم يعد معه غريبا توافر كل ظروف استقطاب المنحرفين وقطاع الطرق لممارسة هواياتهم في ارتكاب أشنع الجرائم.

وفي المقابل، تمت زراعة أشجار للتزيين من شأنها أن ترد الاعتبار لمن غادرونا إلى دار البقاء قبل من ينتظرون دورهم، على أساس أن حقوق الإنسان لم تكن يوما تخص الأحياء وإنما تشمل بالموازاة من تحت التراب.

وتضيف المصادر، بأن شعار "تنظيف المقبرة مسؤوليتنا جميعا" لابد وأن يعطي لكل مواطن إشارة الوعي بأن رؤية مقابرنا على النحو الذي نريده، لا يمكن أن يكون بمعزل عن إسهاماته طالما أن المكان في نهاية المطاف ملك للجميع، كما أنه سيكون لا محالة مآل الجميع إن قريبا أو آجلا.

وفي السياق عينه، حاولت بعض التصريحات وضع مقارنة بين مقابر المسلمين وتلك الخاصة بذوي الديانات الأخرى. هذه الأخيرة، وفق المصادر، التي تحس وأنت تدخلها وكأنك فعلا في حديقة أو منتزه يغريك بقضاء أطول فترة ممكنة به، وليس كما هو حال مقابرنا التي تدفع بأقرباء الموتى إلى تمني المغادرة بمجرد أداء واجب الترحم.

وبالمناسبة، فإن ساكنة المنطقة تلقت ما أقدمت عليه الجمعية بمعية ثلة من الشباب والإمام الخطيب عبد المجيد سمير، بواسع الترحيب، متمنية أن تكون العملية مجرد البداية لمحاولات استدراكية أخرى، ولما لا أن تأخذ منها باقي جمعيات البلد الدرس والعبرة لتلتفت إلى هذا النوع من الأعمال المرمية، وللأسف، في الركن المنسي من اهتمامات أغلب المعنيين من مختلف مواقعهم.