بدقة الأرقام والمعطيات، وحجية ثنائية السؤال والجواب، انتهى كما ابتدأ اللقاء الدراسي الثالث عشر لشركة "ليديك"، الحائزة على عقد التدبير المفوض لقطاعات التطهير السائل والماء والكهرباء والإنارة العمومية في مدينة الدار البيضاء، مع وسائل الإعلام. والذي تواصلت فعالياته على مدى يومي الخميس والجمعة 26 فبراير الجاري بمدينة الجديدة.
وبهذه المناسبة التي قصرت المسافة على ملايين البيضاويين بالكشف عن العديد من استفساراتهم العالقة، أفاد المدير العام للشركة جان باسكال داريي بأن ما تستهلكه ساكنة المدينة من ماء صالح للشرب والذي فاق 196 مليون متر مكعب السنة الماضية، وأيضا من كهرباء بحجم زاد عن 4000 جيغاواط، لم يكن إلا ليضع الشركة أمام تحدي مسايرة ذلك الارتفاع بتطور خدمات الصرف الصحي. وهذا ما تم التوصل إليه، يقر باسكال، من خلال تهيئ شبكة بمساحة 300 هكتار في السنة.
وفي الوقت الذي أشار المدير العام لـ"ليديك" إلى أن استثمارات الأخيرة بلغت سقف ما يقارب مليار ونصف المليار من الدراهم السنة الماضية، توزعت ما بين 334 مليون درهم لقطاع الكهرباء و26 مليون درهم للمشترك و398 مليون درهم للماء، لم يخف رقم 20 مليار درهم كقيمة لما تتطلبه حاجيات الاستثمار المتوقعة سنة 2027، موضحا بأنها تفوق بكثير حجم الموارد وفق ما يتضمنه عقد التدبير المفوض.
ومع ذلك، يستدرك جان باسكال، فإن "ليديك" عازمة على مواصلة مخططها الهادف إلى الرقي بالمدينة الاقتصادية إلى مصاف نظيراتها العالمية على هذا المستوى، وربط علاقة أمتن مع المستهلك عبر التفعيل الحقيقي لسياسة القرب بثقة وشفافية يضمنان عامل الوفاء لقيم تجويد الخدمات والسعي الدائم وراء تقديم الجديد الناجع، على أساس الانتصار لصورة الشركة ومعها رغبتها في الدفع بعجلة تطورها التي لا ترضى التوقف.
وفي السياق عينه، اندرجت باقي تدخلات المسؤولين كل حسب تخصصه، إذ ذكر عبد الله طالب، مدير التواصل والتنمية المستدامة، على أن الشركة منذ سنة 2014 تبنت مخططا جديدا للتنمية المستدامة بشعار "مخطط أعمال التنمية المستدامة 2020"، موضحا بأنه يشكل وثيقة مرجعية مهيكلة حول 4 التزامات و 20 هدفا في مجال المسؤولية المجتمعية للمقاولة، محددة في الفترة الممتدة بين 2015 و2020. بل الأكثر من ذلك، يضيف، أحدثت مؤسسة لأعمال الرعاية المتمثلة في "مؤسسة ليدك" التي انطلقت أنشطتها في يناير 2015. وتتدخل في مجالات: البيئة، تضامن القرب والإلتزام المجتمعي. كما تم، يفيد طالب، عقد 9 شراكات مهيكلة السنة الماضية، و تنظيم 35 عملية من أجل التحسيس والتكوين.
ومن جهته، أبرز نور الدين العمارتي، مدير الإنارة العمومية، بأن الشركة قامت بوضع 269 كلم من الشبكات و 7159 من أعمدة الإنارة العمومية و تركيب 25.239 مصباح في إطار برنامج الأعمال الأولوية للقرب. لتمتد اليوم شبكة الإنارة العمومية، يقول، إلى 4200 كلم من الأسلاك و تضم 142.000 نقطة ضوئية. مستطردا كون خلال الست سنوات الفاصلة بين عامي 2009 و2015 استثمرت "ليديك" ما لا يقل عن 536 مليون درهم لتأهيل و تجديد و توسيع شبكات الإنارة العمومية، مما مكن من تحسين ظروف أمن المواطنين، وتجاوز نسبة الجاهزية الهدف التعاقدي منتقلة من 75 في المائة سنة 2009 إلى 97 في المائة سنة 2015.
أما عثمان سابي، مديرمساعد لاستغلال الكهرباء، فقد لفت إلى أن ضياع الكهرباء والحوادث تقلص، كما انخفض أجل إعادة التيار في حالة الانقطاعات. وذلك بفضل الاستثمارات المنجزة في مجال تغيير الجهد وتجديد الشبكة المتلاشية. الأمر الذي حدا بانتقال مردودية شبكة الكهرباء من 92 في المائة سنة 1998 إلى أكثر من 93 في المائة سنة 2015. هذا فضلا عن تقلص متوسط أجل إعادة التيار بالنسبة لـ 75 في المائة من الزبناء الذين شملهم انقطاع 13 دقيقة و34 ثانية سنة 2015 مقارنة مع سنة 1998.