الأربعاء 24 إبريل 2024
في الصميم

العتبة الانتخابية واليسار

العتبة الانتخابية واليسار

لما أوصدت الأبواب في وجه المغرب الرسمي في السويد في ملف الصحراء، لم يجد المغرب من طوق نجاة سوى اليسار ممثلا في الاشتراكي الموحد والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، حيث توجه آنذاك وفد يضم ممثلي هذه الهيات برئاسة الأستاذة نبيلة منيب وعضوية الأستاذ بنعبد القادر والأستاذة الطاهري. نبيلة منيب تركت انطباعا جيدا لدى الفاعلين السياسيين بالسويد الذين لم يخاطبوها كزعيمة حزب فحسب، بل كمناضلة ذات مصداقية وصاحبة مشروعية مجتمعية وكامرأة سياسية فاضلة. لم يسأل السويديون نبيلة منيب عن مقاعد حزبها بالبرلمان لأنهم يعرفون أنه حزب غير ممثل أصلا في البرلمان، كما أن السويديين يعرفون أن التوفر على 60 او 700 مقعد بالبرلمان حتى، لا يعني أنك "قطعتي الواد ونشفو رجليك" في المشروعية. ولهذا كان لزيارة نبيلة منيب للسويد وقع ساعد -ضمن تحركات أخرى-في تنوير أحفاد "الفيكينيغ" بالطرح المغربي حول الصحراء.

لماذا استحضرت هذا الموضوع؟

الجواب بسيط، وهو الرد على الأورثوذوكس الموجود في بعض الأحزاب والجامعات الذين يقولون إن العتبة يجب أن تصل إلى 10 أو 8 في المائة في الانتخابات البرلمانية. وهو طرح يغلفونه بأمثلة أجنبية، ويتناسون أن ذاك الأجنبي لا يعترف بقيمتهم ومشروعيتهم.

فضلا عن ذلك إن إقرار العتبة في 6 أو 15 حتى يمكن أن نرتضيه إذا كانت كل الأحزاب المغربية "شاربة المغرب وعندها الكبدة على المغرب". أما ونحن نعاين أحزابا استئصالية وتستغل مناصبها بالحكومة لإبعاد الكفاءات المغربية وزرع أوتادها في المناصب الحساسة بالإدارة، فمن حقنا أن نشكك أصلا في جدوى الاحتفاظ بالعتبة الانتخابية بالمغرب.