جانب من ورشة حول التغطية الإعلامية للانتخابات احتضن المركز الثقافي بمدينة الصويرة، يوم الجمعة 12 دجنبر 2025، ورشة تكوينية حول التغطية الإعلامية للانتخابات، لفائدة الصحافيين والمراسلين والمهتمين بالشأن الإعلامي بالإقليم، بمبادرة من جمعية الوادي الأخضر، وذلك في إطار مشروع “التمكين السياسي للنساء والشباب” المنفذ بشراكة مع صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء التابع لوزارة الداخلية. ويضفي هذا الإطار العام على الورشة بعدا استراتيجيا، يجعل من الإعلام فاعلا أساسيا في دعم المشاركة السياسية العادلة والمتوازنة.
الإعلام الانتخابي كرافعة للتمكين السياسي
إن إدراج هذه الورشة ضمن مشروع يعنى بالتمكين السياسي للنساء والشباب، يفتح النقاش حول دور الإعلام في إعادة إنتاج أو تفكيك صور نمطية راسخة في التغطية الانتخابية، فالإعلام لا يكتفي بعكس الواقع السياسي، وإنما يساهم.في تشكيل تمثلات المجتمع حول الفاعلين السياسيين، خاصة النساء والشباب، سواء عبر اختيار المواضيع أو زوايا المعالجة أو الأجناس الصحافية المستعملة.
التغطية خلال الحملة الانتخابية وما بعد إعلان النتائج
تناولت الورشة بالتحليل التغطية الإعلامية خلال الحملة الانتخابية، باعتبارها مرحلة تتسم بكثافة الخطاب السياسي ومحاولات التأثير، حيث يكون الصحافي مطالبا بالالتزام بالإنصاف، وتفادي الترويج، واحترام مبدأ تكافؤ الفرص، كما تم التوقف عند مرحلة ما بعد إعلان النتائج، التي تتطلب انتقال التغطية من منطق السبق إلى منطق التحليل، عبر قراءة النتائج، وتتبع انعكاساتها السياسية والمؤسساتية، وتقييم حضور النساء والشباب في الخريطة الانتخابية.
الأجناس الصحافية ودورها في بناء وعي انتخابي
ناقشت الورشة مختلف الأجناس الصحافية المرتبطة بالتغطية الانتخابية، من الخبر إلى التحقيق، والاستطلاع، والبورتريه، والمقابلة الصحافية، وصولا إلى الرأي والعمود.
وتم التأكيد على أن حسن توظيف هذه الأجناس، يسهم في تقديم صورة متوازنة للعملية الانتخابية، ويمنح صوتا أوسع للفئات التي غالبا ما تكون ضعيفة الحضور إعلاميا، وفي مقدمتها النساء والشباب.
المحتوى الرقمي... مسؤولية مضاعفة
كما تم التطرق إلى إنتاج المحتوى الرقمي خلال الفترات الانتخابية، حيث تزداد الحاجة إلى خطاب إعلامي مسؤول، قادر على استثمار الوسائط الرقمية دون السقوط في الإثارة أو التبسيط المخل، وشددت الورشة على أن الإعلام الرقمي يمكن أن يشكل أداة فعالة لتعزيز المشاركة السياسية، إذا ما اقترن بالتحقق والدقة واحترام السياق.
الضوابط القانونية والأخلاقية والإكراهات المهنية
وتناولت الورشة أيضا الضوابط القانونية والأخلاقية المؤطرة لعمل الصحافي أثناء وبعد التغطية الانتخابية، من احترام القوانين المنظمة للحملة الانتخابية، إلى عدم المساس بالحياة الخاصة أو التشهير، غير أن النقاش لم يغفل الإكراهات العملية التي تواجه الصحافيين، من ضغوط سياسية واقتصادية، وضعف الولوج إلى المعلومة، وهشاشة الوضع المهني، وهي عوامل تؤثر بشكل مباشر في جودة التغطية.
المجتمع المدني والإعلام... شراكة من أجل ديمقراطية محلية أكثر نضجا
تعكس هذه المبادرة لجمعية الوادي الأخضر، في إطار شراكتها مع صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء، وعيا متقدما بدور المجتمع المدني في مواكبة الإعلام المحلي، ليس فقط من زاوية التكوين، وإنما أيضا من زاوية إعادة التفكير في وظيفة الإعلام داخل المسار الديمقراطي، خاصة على المستوى المحلي.
وتؤكد ورشة التغطية الإعلامية للانتخابات بالصويرة أن الرهان لم يعد في تحسين تقنيات العمل الصحافي فحسب، وإنما الرهان في بناء إعلام انتخابي واع بدوره في دعم التمكين السياسي للنساء والشباب، وتعزيز الثقة في العملية الانتخابية. وهو رهان يضع الصحافي أمام مسؤولية تاريخية، تتجاوز نقل الحدث إلى المساهمة في ترسيخ ثقافة ديمقراطية قائمة على الإنصاف والمساءلة والتعدد.
