أكد عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق القاضي عياض بمراكش، أن قرار المغرب الاعتذار عن تنظيم القمة العربية التي كانت مقررة شهر مارس المقبل "جاء بعد تشاور مع دول شقيقة حيث أن منطوق بلاغ وزارة الخارجية الذي صدر بأمر من الملك يؤكد هذا المعطى".
وأضاف البلعمشي، في تصريح لموقع "أنفاس بريس"، أنه لا يصح التخمين حول طبيعة هذه المشاورات أو الجهات التي تم التشاور معها وهل أن هذا التشاور كان اتفاقا على اتخاذ المغرب لهذه الخطوة أم أنه فقط إخبار باتخاذها.
"المهم أنه قرار غير مسبوق لتوقيته ولمضمون البلاغ الذي عبر عنه، وكأنه رد مباشر على الطريقة التي عبرت بها الأمانة العامة عن اتصال وزير الخارجية المغربي بالأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث فهم من بلاغ الجامعة أن القمة فقط أجلت لأسباب تقنية ولوجستيكية. ليصدر بعد ذلك البلاغ المغربي واضحا أن الأمر هو اعتذار عن تنظيم هذه القمة. مبرزا الأسباب السياسية التي استشعرت الأزمات العربية وذكرت ما يستفاد منه أنه لا قرارات على الطاولة بخصوص القضايا الهامة كالقضية الفلسطينية والسورية واليمنية.. فاللغة المستعملة في البلاغ غير مألوفة وكأنها "لغة الشعوب" وليست "لغة الحكومات".. شخصت الواقع العربي المرير، بلغة مباشرة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ليست دبلوماسية.. شخصيا اعتبرته موقفا سياسيا جريئا وغير مسبوق، وليس رفضا للعمل العربي المشترك والتضامني بقدر ما هو استشعار لفشل القمة ولأزمة العمل البيني".
وحول الجدل الإعلامي الذي خلفه الموقف المغربي بخصوص عدم احتضان أشغال القمة العربية، شدد البلعمشي أن لغة الموقف المعلن تثير الكثير من الجدل الإعلامي الوطني والدولي، إلا أن مواقف أو ردود فعل رسمية مازالت لم تتجاوب مع هذا القرار المفاجئ، كل ما هناك أن حديثا يروج عن تأجيل القمة إلى شهر أبريل وانعقادها في موريتانيا، وهو ما يعتبر أمرا بديهيا حسب ترتيب الدول في المساطر المتبعة داخل جامعة الدول العربية التي تعتمد ترتيبا معينا للدول في استضافة القمم العادية. وعموما فالموقف المغربي سيحرج في نظري الإدارة الموريتانية شعبيا على الأقل. ثم في حال اعتذار موريتانيا هي الأخرى فسيتم تنظيم القمة في دولة المقر".
وحول الموقف الموريتاني، قال البلعمشي في ذات لقائه مع "أنفاس بريس"، "لا أعتقد في جميع الأحوال أن استضافة نواكشوط للقمة سيكون له تأثير على العلاقات المغربية الموريتانية، ولا أتمنى ذلك كون هذه العلاقات تعرف برودا غير مبرر، يحتاج إلى ترميم لما فيه مصلحة البلدين والمنطقة".
