يتذكر المتتبعون كيف هلل أنصار جبهة البوليساريو لصعود حزب "بوديموس" في إسبانيا، باعتباره من الداعمين لما يسمى "الشعب الصحراوي"، غير أن الصدمة كانت قوية مساء أمس الاثنين منتصف فبراير الجاري.. فحسب نوفل البعمري، المختص في ملف الصحراء، فقد أصدر حزب بوديموس وثيقة عبارة عن أرضية سياسية توجيهية في حال وصوله للحكم تحت عنوان "القواعد السياسية من أجل حكومة مستقرة ومضمونة". وهي الوثيقة التي عرض فيها الحزب توجهاته السياسية داخليا وخارجيا في حال وصوله للحكم، وقد كان "بابلو إغليسياس" قد سبق أن أعلن غير ما مرة عن دعمه للشعب الصحراوي، إلا أن الوثيقة التي تقع في حوالي 100 صفحة يبدو أنها انتصرت للتوجه الذي كان يطالب بتحييد الحزب عن النزاع المفتعل حول الصحراء، حيث حدد أولوياته في الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون أن يتحدث عن الاعتراف بالدولة الصحراوية، كما أنه صمت عن موقف زعيمه الذي كان قد عبر عنه سابقا بخصوص المطالبة بتوسيع مهام المينورسو لتشمل حقوق الإنسان، حيث أن الوثيقة رغم تطرقها إلى وضعية حقوق الإنسان في العالم إلا أنها لم تأت على ذكر مطلب توسيع مهام المينورسو.

وتعتبر هذه الوثيقة تقدما جديا لهذا الحزب الذي على المغرب التقاطه والدفع قدما ببناء علاقة دبلوماسية فيما يعرف بالدبلوماسية غير الرسمية خاصة الحزبية منها.