بعد أن أرخى الليل ظلامه على منطقة دوار زاوية النعيمي بجماعة السبيعات، انعكس ضوء مصابيح لصوص منقبين على الكنوز بمنطقة خالية محاذية للدوار، ووصلت خيوط نورها الفاضح صوب دورية للدرك الملكي تابعة للمركز الترابي بإقليم اليوسفية كانت تقوم بدورية تمشيطية بالمنطقة، وعلى وجه السرعة تحركت عناصر الدرك صوب الهدف لتعتقل ثلاثة أشخاص في وضعية تلبس وهم يقومون بالحفر بحثا عن مبتغاهم.
وقد تم إيقاف المتهمين، نهاية الاسبوع، وإجراء بحث تمهيدي مع كل واحد منهم، حيث تبين أن شبكتهم تضم صائغا ينحدر من منطقة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور وآخر من مدينة اليوسفية استقطبته وأغرته عملية التنقيب والبحث عن الكنوز بعد ما سمع عن الذخائر الثمينة التي يتحوز عليها بعض الباحثين عنها بالمنطقة والذين تحولوا بين عشية وضحاها لأغنياء، والثالث مجرد أجير يقوم بمهمة الحفر حسب تعليمات مرافقيه.
هذا وقد تم إحالة المتهمين إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية باليوسفية، كل حسب التهمة الموجهة والمنسوبة إليه، لتقول العدالة كلمتها في ظاهرة أضحت تستقطب العديد من اللاهثين وراء كنوز ليست في ملكيتهم وحولوا العديد من المقابر والزوايا والمآثر التاريخية لورشات الحفر والتنقيب دون علم الجهات الوصية والمسئولة عن موروث تراثي وإنساني يمكن أن يساهم في إعادة كتابة التاريخ.
