الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

خمس سنوات على الربيع العربي: مليون قتيل ومعطوب وملايين اللاجئين!

خمس سنوات على الربيع العربي: مليون قتيل ومعطوب وملايين اللاجئين!

حلت أمس الخميس الذكرى الخامسة لتنحي الجنيرال زين العابدين بنعلي عن رئاسة الجمهورية التونسية. ويعتبره الكثيرون أنه اليوم الذي كان إيذانا بثورات الربيع العربي. وتلاه تنحي حسني مبارك عن رئاسة جمهورية مصر العربية رافضا مغادرة بلده انسجاما مع مساره كطيار مصري، واندلعت الأحداث في ليبيا وسوريا واليمن والعراق. أين وصلت هذه الدول؟ وما هو مصير الربيع العربي وما حدث هل كان ثورات؟

بعيدا عن لغة التسطيح، التي ارتضاها الشارع وتبناها محللو ربع ساعة وخبراء الفضائيات، فإن ما حدث في تونس بعيد كل البعد عن الثورة، التي لها مقومات اجتماعية وسياسية، كان هناك احتجاج اجتماعي تم تصريفه من قبل الفاعل الدولي قصد تحقيق أهداف كبرى. ما نسيه التسطيحيون أن الجنيرال رشيد عمار، لم يكن جنيرالا ثوريا، وكان قبيل رحيل بنعلي يجتمع مع جو بايدن، مستشار الأمن القومي حينها ونائب الرئيس الأمريكي حاليا، وهو الذي أوصل بنعلي إلى المطار وأركبه الطائرة.

ثورات استمرت أكثر من نصف قرن ولم تحقق نتائج تذكر وعاد أصحابها للحوار، بينما ثورات الربيع العربي يكفي أن ترفع فيها شعار "يسقط النظام" فيتهاوى. هذا هو الضحك على الذقون. المشروع كبير ويتجاوز ثوار الشارع، فهو صناعة في مراكز محددة أوجدت ظروف "الإسقاط" من خلال تكوين قيادات وتمويلها ومن خلال قنوات الراعي العربي الذي يؤجج الشارع.

وظل الغرب مهتما بالنموذج التونسي، واهتم به حزب العدالة والتنمية كثيرا، وكان بمثابة التطبيق العملي للصفقة بين المخابرات الأمريكية والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وقبل أن يعود الغنوشي من منفاه زار مقر منظمة الأيباك (أكبر تجمع صهيوني) وزار قطر وأعلن أن فلسطين ليست قضية ذات أولوية.

وحتى بعد أن أظهر النموذج التونسي فشله الذريع تشبث به الغرب ومنح "رباعية الانهيار والإخفاقات" جائزة نوبل للسلام. الغرب يضحك على التسطيحيين. تونس التي تم اتخاذها خزانا لصناعة الإرهابيين وصدرت آلافًا منهم إلى سوريا والعراق وليبيا، والتي كان الإرهاب يسير فيها برعاية أحزاب علنية تعتبر بالنسبة للغرب بلد السلام. وهي نفسها الجائزة التي تم منحها لتوكل كرمان قبل تخريب اليمن.

أين هي الدول التي زرعوا فيها فيروس الربيع العربي؟ أين وصلت تونس؟ أين وصلت مصر؟ أين وصلت سوريا؟ أين وصلت ليبيا؟ أين وصلت العراق؟ أين وصلت اليمن؟

النتيجة كانت عبارة عن خراب شامل. النموذج التونسي دخل منعطفا خطيرا، وانسدت الآفاق والأبواب وتحولت الياسمين إلى أشواك، وتم ضرب السياحة المورد الأساسي للاقتصاد التونسي.

أما مصر فأقصى ما وصلته هو انتخاب برلمان بعد خمس سنوات. والباقي مجرد خسائر متتالية وفقدان للشغل وتخريب للمعامل وبيع أغلبها وانتشار الجماعات الإرهابية. ولن نتحدث عن سوريا والعراق وليبيا واليمن لأن الحال أفضل من المقال.

نتيجة الربيع العربي مليون بين قتيل ومعطوب، وملايين الهاربين من الجحيم.

(ملحوظة: العنوان من اختيار هيأة التحرير)