الاثنين 21 إبريل 2025
سياسة

أحمد مفيد: السوسيولوجيا الانتخابية في المغرب التي تعتمد على الأشخاص والأعيان لن تفرز أحزابا مثل بوديموس الإسباني وسريزا اليوناني

أحمد مفيد: السوسيولوجيا الانتخابية في المغرب التي تعتمد على الأشخاص والأعيان لن تفرز أحزابا مثل بوديموس الإسباني وسريزا اليوناني

يعرف المغرب حاليا احتقانا اجتماعيا حادا، وهو الاحتقان الذي لم تتمكن الأحزاب التقليدية الموجودة في امتصاصه سواء كانت أحزاب الأغلبية أو المعارضة.ونظرا للتآكل الذي تعرفه الوسائط السياسية العادية بدأ المراقبون يعدون العدة للانتخابات البرلمانية المقبلة لمعرفة من سيستقر عليه رأي أغلبية الناخبين، وهل سيعرف المغرب بدوره مثل إسبانيا واليونان وفرنسا بروز قوى سياسية عدمية أو ميكروسكوبية محل الأحزاب التقليدية.في سياق هذا الانشغال اتصلت "أنفاس بريس" بمجموعة من الفعاليات لمعرفة وجهة نظرها. في هذا الإطار ندرج رأي أحمد مفيد، أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق بفاس:

من وجهة نظري، فالمشهد السياسي بالمغرب يختلف عن غيره في مجموعة من الدول الديمقراطية، ويرجع السبب في ذلك لنوعية الثقافة والممارسة السياسية السائدة. ففي بعض الدول الديمقراطية والتي عرفت لمدة طويلة سيطرة حزبين كبيرين على المشهد السياسي وتناوبهما على السلطة اعتمادا على ما تفرزه صناديق الاقتراع، ومن بين هذه الدول نذكر اسبانيا التي عرفت تناوب الحزبين الكبيرين الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، وكذلك الشأن في فرنسا وفي ألمانيا وفي بريطانيا وفي اليونان... ويلاحظ بأن السلوك الانتخابي في بعض الدول الأوربية قد عرف بعض التغييرات، وهذا ما أدى لبروز أحزاب سياسية جديدة كسرت نظام الثنائية التقليدية التي عمرت لعقود طويلة، ففي اسبانيا ظهر حزب بوديموس، وفي اليونان ظهر سريزا، وقد أصبح لهذين الحزبين وزن كبير في الساحة السياسية، وأضحت منافسا قويا للأحزاب التقليدية، وهذا ما كشفت عنه نتائج الانتخابات في كل من اليونان واسبانيا على سبيل المثال. وفي اعتقادي فالمشهد السياسي بالمغرب لن يفرز في الوقت الحالي على الأقل أحزاب جديدة ذات شعبية كبيرة على غرار حزبي بوديموس وسريزا، والسبب في ذلك هو أن السوسيولوجيا الانتخابية بالمغرب تعتمد بشكل كبير على التصويت لفائدة الأشخاص، وتحظى البرامج الانتخابية بأهمية ضعيفة ، هذا في الوقت الذي تقوم فيه الأحزاب الجديدة في أوربا على أساس برامج وسياسات بديلة لتلك التي كانت منتهجة من طرف الأحزاب التقليدية. كما أن الانتخابات بالمغرب تعتمد بشكل كبير على الأعيان الذين غالبا ما يكونون محافظين، في الوقت الذي اعتمدت فيه الأحزاب الجديدة في أوربا على المناضلين وعلى الشباب والنساء الراغبين في التغيير. وزيادة على ذلك فآليات التواصل المعتمدة من قبل الأحزاب الجديدة في أوربا جد متقدمة مقارنة مع تلك المعتمدة من قبل العديد من الفاعلين السياسيين بالمغرب. وبالنظر لهذه الاعتبارات وغيرها كثير، أعتقد بأن المشهد السياسي بالمغرب لن يفرز قوى شعبية سياسية جديدة على الأقل في الوقت الحالي، هذا وينبغي التأكيد على أهمية مثل هذه الأحزاب الجديدة في خلق نفس وأفق سياسي جديد.