Thursday 7 August 2025
جالية

رابطة علماء أمريكا اللاتينية تدين الحملة ضد وزارة الأوقاف المغربية وتدعو لحماية الأمن الروحي للمملكة

 
 
رابطة علماء أمريكا اللاتينية تدين الحملة ضد وزارة الأوقاف المغربية وتدعو لحماية الأمن الروحي للمملكة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق
في الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة التهجمات الممنهجة التي تتعرض لها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، وعلى رأسها الوزير الدكتور أحمد التوفيق، من قبل عدد من الوجوه المحسوبة على التيار السلفي وتيارات الإسلام السياسي،  هذه الحملة التي تتخذ من المنصات الرقمية منبراً، لا تبدو عفوية أو معزولة، بل تندرج ضمن محاولات متكررة لتقويض مصداقية الوزارة، والحط من مكانة وزيرها الذي يُعد من الركائز الأساسية في الحقل الديني بالمغرب، وأحد أقرب المساعدين لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في مجال تدبير الشأن الديني بالمملكة.
الوزارة التي تسهر، بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك، على حماية الأمن الروحي للمغاربة، اختارت منذ سنوات نهج الاعتدال والوسطية، وتحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة في تدبير المجال الديني، مع الحفاظ على الخصوصية المغربية في الفهم الديني، القائم على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، وهي ثوابت دينية ومذهبية رسخها تاريخ المملكة منذ قرون.
غير أن بعض التيارات الإسلاموية، التي لا تخفي نزعتها الحزبية والأيديولوجية، تحاول منذ مدة اختراق الحقل الديني وفرض أجندتها السياسية عبر تسويق خطاب ديني متشدد، يتعارض مع الثوابت الوطنية ومع المشروع الديني المغربي. وقد وجدت هذه التيارات في الأحداث الجارية في غزة ذريعة جديدة لركوب موجة "الدفاع عن الإسلام" واستدرار العواطف، بهدف كسب تعاطف الرأي العام، فيما الهدف الحقيقي هو زعزعة الثقة في مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الأوقاف، ومحاولة إيجاد موطئ قدم لها داخل الحقل الديني الوطني.
ولأن الدكتور أحمد التوفيق يمثل رمزية خاصة داخل هذه المنظومة، كوزير مشهود له بالكفاءة والاعتدال والانضباط في تنفيذ التوجيهات الملكية السامية، فقد تحوّل في هذه الحملة إلى هدف مباشر للهجوم الشخصي، ومحاولة شيطنته إعلامياً، في مسعى يائس لتحييده وإضعاف الوزارة التي يسيرها، تمهيداً لاستباحة الحقل الديني من قبل جماعات لا تؤمن بالثوابت الوطنية، ولا بالخصوصية المغربية، بل تسعى لفرض نماذج مستوردة من الشرق لا تناسب هوية المغاربة ولا تاريخهم الديني العريق.
ونحن، في رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية، إذ نتابع بقلق هذه التطورات، نعبّر عن إدانتنا الشديدة لهذه الحملة المغرضة ضد وزارة الأوقاف المغربية، ونعتبر أن المساس بها هو مساس بأمن واستقرار المغرب الروحي، ومحاولة لضرب أحد ركائز إمارة المؤمنين، التي تشكل صمام الأمان في وجه التطرف والغلو. كما نؤكد دعمنا اللامشروط لكل المجهودات التي تبذلها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل تحصين الحقل الديني من أي اختراق مذهبي أو حزبي، والحفاظ على وحدة المغاربة الدينية.
ونناشد السلطات المغربية المختصة أن تتعامل بحزم مع كل المحرضين على الفتنة والكراهية، وفق ما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل في المملكة، لأن الفتنة، كما قال الإمام مالك رحمه الله، "نائمة، لعن الله من أيقظها". والضرب على أيدي الفتانين، أياً كانت شعاراتهم، ضرورة وطنية لحماية المغرب من منزلقات لا تُحمد عقباها.
الصادق أحمد العثماني، أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية