خلافا لما قد يعتقده الكثيرون، فإن المكتب المركزي للأبحاث القضائية والذي أضحى يعرف ب " إف بي أي " المغرب، لا يقتصر دوره على التصدي للخلايا الإرهابية وشن ضربات استباقية لنسف المخططات الإرهابية التي تهدد استقرار المغرب، فالمكتب المركزي للأبحاث القضائية أتبث نجاعة كبيرة في التصدي للجريمة المنظمة سواء على الصعيد الوطني أو تلك التي تقف خلفها شبكات دولية للجريمة المنظمة والاتجار في المخدرات والتي تتخذ من المغرب معبر لها لتهريب "الشيرا" والكوكايين والحشيش إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ولعل ما يزكي هذا المعطى – حسب المراقبين – هو التدخل العملياتي الناجع للمكتب بباحة استراحة على الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والجديدة والذي مكن من إيقاف 09 أشخاص ينشطون ضمن شبكة منظمة للاتجار الدولي للمخدرات، وهي العملية النوعية التي مكنت من حجز كمية مهمة من مخدر "الشيرا" تزن 40 طنا،كانت محملة على متن ثلاث شاحنات من الحجم الكبير ومبالغ مالية ولوحات معدنية مزورة وهواتف محمولة ومجموعة من شرائح الهاتف غير المستعملة ولضمان مرور هذه الشحنة المعدة للتهريب عبر الطرق الوطنية فإن أفراد هذه العصابة الإجرامية استعملوا سيارة رباعية الدفع كانت تتقدم القافلة من أجل التتبع والمراقبة بالإضافة إلى تغيير اللوحات المعدنية للمركبات.
وقبل هذه العملية النوعية، وبالضبط في شهر شتنبر تمكن عناصر " الديستي " من تفكيك شبكة للمخدرات يرتبط أفرادها بعلاقات مشبوهة مع بعض العناصر الأمنية العاملة بولاية أمن فاس.
وقبلها في أبريل 2015 تمكنت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من إيقاف مواطن إيطالي, ظل لسنوات عدة موضوع نشرة حمراء صادرة في حقه من طرف المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتروبول) لتزعمه شبكة دولية مختصة في الاتجار الدولي بشتى أنواع المخدرات وخصوصا القوية منها بين دول أمريكا اللاتينية ودول أوروبا.
كما تمكنت بعد مرور شهر من اعتقال صيرفي بتطوان لورود اسمه ضمن ملف شحنة من الحشيش بلغ وزنها طن و550 كيلوغرام، تم حجزها بسلا يوم 25 مارس الماضي ، وقد تم اعتقال الصيرفي بتطوان على يد عناصر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية التي حلت بتطوان، ارتباطا بالتحقيقات التي شملت شحنة المخدرات واعتقال ثلاثة أشخاص مشتبه فيهم بشأنها، بعدما تم حجز الحشيش التي كانت معدة بعناية داخل أكياس بلاستيكية ومدسوسة داخل سيارة من نوع " مرسيدس" تحمل صفائح معدنية مزورة تم إخفاؤها بمرآب منزل بمدينة سلا، كما تم العثور أيضا بحوزة المشتبه فيهم على
كبسولة من مخدر الكوكايين وقنينة مسيلة للدموع ومبلغ مالي قدره 38 ألف و640 درهم.
وفي غشت الماضي، قامت عناصر المكتب بعملية نوعية تهم التصدي للجريمة المنظمة بعد أن تمكنت من اعتقال المتورطين في محاولة السطو على ناقلة أموال باستعمال أسلحة نارية وقنبلة مسيلة للدموع في مدينة طنجة.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني، قد كشفت في بلاغ، توصلت" أنفاس بريس " بنسخة منه، بأن مصالح ولاية أمن طنجة، بتنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت في عملية نوعية، من تفكيك شبكة إجرامية دولية تنشط في ميدان السرقات المسلحة وترويج المخدرات، وأوضحت أن العملية أسفرت عن توقيف مواطنيين بلجيكيين من أصول مغربية من أفراد تلك الشبكة الإجرامية، وذلك على خلفية الاشتباه في صلتهما بمحاولة السطو المسلح باستعمال السلاح الناري التي استهدفت سيارة لنقل الأموال بتاريخ 13 غشت الجاري.
هي عمليات، اذن، تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك عن نجاعة ملفتة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية في التصدي للجريمة المنظمة سواء على الصعيد الوطني أو على تلك التي تنشط على الصعيد الدولي إلى جانب تدخلاته الإستباقية في التصدي للإرهاب وتفكيك الخلايا الإرهابية التي تهدد استقرار المغرب.