وضعت صعقة كهربائية قاتلة، قبل نحو 20 دقيقة من الآن، حدا لحياة شاب في مقتبل العمر بحي اسباتة الواقع على تراب عمالة بنمسيك سيدي عثمان في الدار البيضاء. إذ لقي المسمى قيد حياته يحيى مصرعه بمجرد أن حاول نزع "كابل" كهربائي لإيقاف تشغيل مسخن الماء بعد انتهائه من الاستحمام.

وخلفت هذه الوفاة المفاجئة للراحل عن سن 12 عاما، صدمة بالغة لدى الأسرة الصغيرة للمتوفى، خاصة وأنها فقدت ابنا آخر لها على بعد شهرين فقط في مسبح عمومي جراء ارتطام رأسه بأرضية الأخير. وما إن حاول المكلومون تضميد جراحهم من توديع الابن الأكبر عن سن 15 عاما إلى مثواه الأبدي، حتى حلت فاجعة اليوم لتفتح من جديد آلاما صار من الصعب التآمها، يقول الأب، مضيفا لـ"أنفاس بريس": "هذا قدر الله، وما علينا غير نرضاو به.. مشى مسكين في يوم عظيم، يوم الجمعة.."، ليضيف والدموع تغالبه: "اولادي حتى كيكبرو ويزيانو عاد كيموتو.. ولكن الحمد لله على حال.. الحمد لله.. لله ما أعطى ولله ما أخذ".

وإلى حدود كتابة هذه السطور، لا زالت جموع المحتشدين تتجمهر أمام بيت الأسرة، بفعل تقاطر العشرات من المعزين على إثر شيوع الخبر، من بينهم رفاق الدرب الدراسي الذين أخرص الحادث المأساوي ألسنتهم، إلا من عبارات متقطعة ينطقها هذا الصديق أو ذاك بين الفينة والأخرى، ومنها "الله يرحمو كان ضريف"، في حين علق زميل ثان وهو خارج للتو من بيت الأسرة "ملي دخلت شفتو تقول غير ناعس ماشي ميت"، أما آخر فقد تساءل بعفوية  وكأنه يحدث نفسه "واش ماباقيش غادي نشوفوه، وندقو عليه فدارهم..؟".