الجمعة 3 مايو 2024
مجتمع

لبيلتة: وزارة الشبيبة والرياضة، قطاع الارتجالية والتخبط في غياب استراتيجية مندمجة

لبيلتة: وزارة الشبيبة والرياضة، قطاع الارتجالية والتخبط في غياب استراتيجية مندمجة

في ظل التخبط الذي تعيشه وزارة الشبيبة والرياضة على مستوى العمل باستراتيجية مندمجة وتقاعسها في تنفيذ وترجمة ما تقدم به النسيج الجمعوي من مقترحات لحماية مراكز الطفولة والشباب، واستمار المرافق العمومية لذات الوزارة خدمة لحقل الطفولة والشباب. ونظرا للتراجع المهول للعديد من المراكز والفضاءات (مراكز الاستقبال / مراكز التخييم / دور الشباب / المركبات السوسيوثقافية والاجتماعية ...)، بالإضافة إلى النقص الفظيع على مستوى الموارد البشرية بالقطاع استضاف موقع " أنفاس بريس " الأستاذ عبد الحميد لبيلتة الفاعل الجمعوي، رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، حول المشاكل التي يعرفها قطاع وزارة الشبيبة والرياضة والتي تعاقب عليها ثلاثة وزراء خلال فترة حكومة بن كيران.

 

بصفتك فاعل جمعوي هل تلمس أن هناك استراتيجية مندمجة لوزارة الشبيبة والرياضة؟

قبل الحديث عن هذه الاستراتيجية لابد من التذكير بالسياق الذي ارتبط بها، ففي عهد الوزير السابق لقطاع الشباب والرياضة منصف بلخياط "الوزير الظاهرة" الذي بدأ ولايته الوزارية بالدخول في صراع مع الجمعيات وتخوين بعضها واتهامها كذبا وبهتانا، باسم الشفافية والحكامة ومقاربة النوع … وغير ذلك من “البرغماتية والبوليميك“. كل ذلك كمحاولة منه لتبرير نيته الإجهازية على مرافق الشباب والطفولة، حيث عمل يائسا على بيع بعض عقارات الطفولة والشباب في جهل تام بأنه لا يحق له بيع هذه العقارات لأنها ليست من اختصاصه .

كيف تمكن النسيج الجمعوي من مقاومة هذا الهجوم على مرافق الشباب والطفولة؟

هذه “الحرب الباردة” التي اشتعلت بين الوزير والعديد من الجمعيات والفعاليات الثقافية والرياضية والفنية التي قاومت هذا الإجهاز من خلال إحداث النسيج المدني للدفاع عن مرافق الطفولة والشباب الذي استثمر الواجهة الإعلامية لتنوير الرأي العام، وكذلك العمل على تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية على الصعيد الوطني التي أثنت الوزير في الأخير عن مخططه ومراوغاته التضليلية، حيث عوم النقاش تارة بالإقرار أن المشكل مع الجمعيات هو على نوع الشراكة المقترحة من طرف وزارته، التي تفتقت مخيلته بها والاحتماء بالجمعيات الصورية وتوزيع الاتهامات تارة أخرى، الحال أن الجمعيات  وخاصة الوطنية كانت توقع اتفاقية الشراكة مع الوزارة بدون ضجيج يذكر.

هل ساهمتم في إعداد مضامين الاستراتيجية المندمجة؟

بعد أن تنفس الوزير الصعداء بتوقيع الجمعيات لاتفاقية الشراكة مع الوزارة بعد إدخال تعديلات عليها أطلقت الوزارة في موسم 2009 /2010 مبادرة سمتها الاستراتيجية المندمجة للطفولة والشباب واستدعت الجمعيات لجلسات مارطونية، وكذلك بعض القطاعات الحكومية المتقاطعة مع الوزارة في الطفولة والشباب من أجل إعداد هذه الإستراتيجية المندمجة. وللتذكير فقد انخرطت الجمعيات ومصالح الوزارة بكل جدية في إعداد العديد من المقترحات والمشاريع في الشق القانوني والخدماتي والهيكلي لمرافق الطفولة والشباب والتدبيري… وقيل لنا بعد الانتهاء من وضع التصور أن بعض اللجن التقنية المختصة قد أنهت عملها في انتظار توجيه بعض القوانين للأمانة العامة للحكومة لعرضها على البرلمان.

ما هو مآل هذه الاستراتيجية المندمجة؟

مر منذ ذلك الحين ثلاثة وزراء وهذه الاستراتيجية مازالت شبحا في رفوف الوزارة، ومرت مياه كثيرة على جسر انتظارات الطفولة والشباب ومازال القطاع يتخبط في ارتجالية وانتظارية  قاتلتين،  فلا الحكومة ولا الوزارة المكلفة بهذا القطاع بادرت إلى تفعيل وأجرأة عمل يعد بوصلة النهوض بالقطاع. فما معنى أن يتشغل قطاع استراتيجي بدون استراتيجية على اعتبار أن الطفولة والشباب هما مستقبل الوطن؟.