الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

عاصمة أحمر تشهد احتجاجات غاضبة منذ 3 أسابيع ولا من مجيب

عاصمة أحمر تشهد احتجاجات غاضبة منذ 3 أسابيع ولا من مجيب

طبيعي جدا أن ينتفض مجددا شباب إقليم اليوسفية، ويجد الكنتور، الغني بموارده الطبيعية وإمكاناته المادية والبشرية في ظل تزايد نسبة الشباب العاطل عن العمل واقتحام الفقر والحاجة، كل أبواب ساكنة المنطقة دون إذن مسبق.

والطبيعي جدا أن ينتفض شباب اليوسفية وقرية سيدي أحمد، في ظل الجمود القاتل والاختيارات اللاشعبية التي تمارسها أيادي العبث بالمؤسسات المنتخبة بتواطؤ مكشوف مع السلطات الإقليمية بعمالة الإقليم.

مرت ثلاثة سنوات على الحراك الاجتماعي سنة 2011، وما تلاه من احتجاجات شعبية واعتصامات ضد قطاع الفوسفاط وتوقيف قطارات السكك الحديدية، ولم يستوعب الجاثمون على صدر المنطقة إشارات التحولات السريعة التي تتطلب جدية التعاطي مع ملفات التشغيل والصحة والتعليم والبيئة وتسريع وتيرة تنفيذ مشاريع المنطقة التي قدمت للملك محمد السادس أثناء زيارته التاريخية التي ردت الاعتبار للمنطقة معنويا منذ سنة 2008.. هكذا تعطل زمن التغيير والتنمية وحيكت ملفات المتابعة ضد مجموعة من الفعاليات المدنية بدل دراسة الوضعية وتقييمها لتقديم البدائل الممكنة أو رمي مفاتيح التدبير والتسيير في وجه من يعطل تطلعات إقليم أعطى الشيء الكثير دون مقابل يذكر.

قطاع الفوسفاط ينهج نفس السياسة الإقصائية في التشغيل لأبناء المنطقة الحمرية، ويحتمي بعصى وزارة الداخلية التي تزور بركتها كل من حاول تقليب ملفات الحق في الشغل واقتسام الثروة الطبيعية ولو بنسبة 0,5 لفائدة من يتنفس غبار الفوسفاط ليل نهار وتنخر رئته سموم مداخن الفوارات ومعامل التكليس مكتفيا بدر الرماد في العيون من خلال دعمه لأنشطة محدودة التأثير في الوضع الاجتماعي ويكرس سياسة الريع الاقتصادي بتوزيعه حصص المناولة للمقربين من أجل غرس شجيرات صفقات مشاتل الريع أو حائط يفكر في ترميمه أو حديقة يمكن إحيائها أو صباغة قاعة.

قطاع يوزع حصص المناولة على مقاولات ألفت اقتسام الكعكة من تحت الطاولة، حتى أضحت أسماء بعينها تنعت بمقاولات الفوسفاط دون أن تقدم على تشغيل شباب يبحث عن من يفك ضيمه اليومي. وعمالة عاجزة عن تقديم تصور عملي يرفع من إيقاع الحياة بمدينة وإقليم تسلل له الملل والرتابة ومازال باطن أرضها يحتضن الملايين من الأطنان الفوسفاطية ويزخر بإمكانات تنتظر من يحركها ويململ انتعاشها اقتصاديا واجتماعيا بعين ترصد حقيقة الأشياء بعيدا عن الحول الذي أصاب الألحاظ .

"ما نسرق ما نبيع حشيش باغي نخدم باش أنعيش" و"بالنضال والصمود الحقوق ستعود".. شعارات تترجم اليأس والتذمر الذي وصل إليه شباب المنطقة، وتحمل رسائل لمن يهمهم أمر الأوضاع المتردية في أفق التعاطي الجدي مع ملف التشغيل.. ويزكي هذا، "نص البيان" الذي أصدره شباب الإقليم من أجل استفادتهم من منصب شغل يسد رمق عائلاتهم بنجد الكنتور.

البيان نفسه ندد بما أسماه تجاهل السلطات المحلية والإقليمية وقطاع الفوسفاط لمطالبهم المشروعة بعد ثلاثة أسابيع من المسيرات والاحتجاج السلمي والاعتصام ليل نهار أمام عمالة الإقليم، دون أن تلتفت إليهم الجهات الموكول لها صياغة رؤيا جديدة لامتصاص غضب الحمريين المتصاعد.