الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

كريم مولاي:لا تصدّقوهم.. إنهم مضللون

كريم مولاي:لا تصدّقوهم.. إنهم مضللون

هرب جنرالات الجزائر مرة أخرى، من التجاوب مع استحقاقات المرحلة، التي طرحتها منظمات المجتمع المدني وتنسيقية المعارضة، مع ما يعتريها من هنات، إلى تجديد الصراع القديم بين رئيس جهاز المخابرات المعزول محمد مدين، التوفيق، وجناح الشقيقين بوتفليقة قايد صالح، من خلال ما عُرف برسالة 19 شخصية وطنية طالبوا بلقاء قصير مع الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة.

الردود الرسمية الصادرة حتى الآن، قرأناها من عند مستشار الرئيس أحمد أويحيى وأمين عام جبهة التحرير عمار سعداني، والوزير عمار غول، كلهم رفضوا الرسالة وأكدوا سلامة صحة الرئيس، واستغربوا الطلب بملاقاته.. وهم يعرفون أن الأمر يتعلق بمطلب حقيقي صادر عن جهات أعلم منهم جميعا بحقيقة صحة الرئيس المقعد، الذي تتضارب الأنباء حول مصيره، وأنه قد يكون الآن في أحد المستشفيات الفرنسية.

وبدل التعامل مع الرسالة باعتبارها تمثل حقا طبيعيا لنشطاء جزائريين، بعضهم اشتغل مع الرئيس لسنوات طويلة، حتى أن العضو المؤسس لحركة رشاد محمد العربي زيتوت، أطلق عليهن وصف "حريم السلطان"، أقول بدل الرد على طلبهم وتلبيته، إذ أن طلب لقاء الرئيس ليس جناية يعاقب عليها القانون، حتى لو كان الأمر يتعلق بالتأكد من صحة الرئيس لا غير، إذ ما المانع أن يستقبل بوتفليقة مبعوثي الدول ويغلق بابه على الجزائريين؟ بدلا من ذلك شنت هذه الأسماء هجوما لاذعا على أصحاب الرسالة، ونعتتهم بكل الأوصاف السلبية.

كنت سباقا عندما أكدت في تصريحات لي سابقة منذ سنوات، عن أن بوتفليقة يطمح لجنازة شبيهة له بجنازة الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، وهو طموح يزداد رسوخا يوما بعد يوم، فلا توجد هنالك مؤشرات تدل على أن الجزائر تتجه إلى إصلاح سياسي يضع حدا لبوتفليقة ولا حتى منع ترشحه لولاية رئاسية خامسة عام 2019، لا سيما في ظل استمرار الحاجة الدولية للنظام في إعادة رسم معالم منطقة الساحل الإفريقي والتحكم في مخرجات الثورات العربية التي أطاحت بأنظمة حكم عربية عريقة.

ومرة أخرى، أؤكد لكم: لا تصدقوهم، إنهم يراوغون في الإصلاح، ويتآمرون على بعضهم... وهذا وحده كفيل بذهابهم جميعا.. لكن الأمل في الله كبير بأن يحفظ الجزائر من تداعيات حروبهم الداخلية، ومن متربصين في الداخل والخارج..

                     

بريطانيا     

11/11/2015