الاثنين 23 سبتمبر 2024
مجتمع

الحيسن: غضب الوزير على الشاب الصحراوي غير مبرر و"العلاكة" لا تكون إلا لرفيع القدر في المجتمع الصحراوي

الحيسن: غضب الوزير على الشاب الصحراوي غير مبرر و"العلاكة" لا تكون إلا لرفيع القدر في المجتمع الصحراوي

افتتح مهرجان الفيلم الوثائقي بالعيون مساء أول أمس الإثنين 9 نونبر الجاري بآية "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما".. تحدث مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، بحضور وزير التعليم العالي والتجهيز لحسن الداودي وعزيز رباح، عن أهمية التراث الحساني باعتباره مكونا من مكونات الهوية المغربية المتنوعة، غنى الجميع أغنية "المسيرة".. توالت كلمات الضيوف في جلسة الافتتاح.. كل هذا كان ضمن الفقرات التي وضعت سلفا.. لكن أن يرقص الوزير الخلفي، وترمى عليه "العلاكة" أو "الغرامة"، فذلك لم يكن مسطرا بالمرة، لهذا كان رد فعل وزير الاتصال عنيفا في حق ذلك الشاب الصحراوي الذي حاول إلصاق ورقة نقدية من فئة 200 درهم على رأس الوزير.. حدث ذلك عند انتقال العشرات من الضيوف لمنتجع سياحي على ضفة واد الساقية الحمراء، بعد تناول وجبة العشاء، فبعد أن ارتفعت حدة الموسيقى الحسانية من قبل إحدى المجموعات الحسانية المحلية، قام الزميل الصحافي سعيد زريبيع، بجذب الوزير الخلفي بدراعته الصحراوية، لجموع الراقصين على إيقاعات مجموعة "إيكاون"، ومن بينهم فنانين وإعلاميين، وفي خضم "النشاط العارم"، حاول شاب صحراوي إلصاق ورقة نقدية من فئة 200 درهم على رأس الوزير، هذا الأخير قام برد فعل قوي اتجاه الشاب، كما يظهر مقطع الفيديو الذي انتشر في المواقع الاجتماعية، حيث انتفض واقفا في وجهه، محاولا دفعه للوراء.. سلوك اعتبره الوزير، إهانة له، بعد أن تواضع بشكل تلقائي وانسجم مع فنانين وإعلاميين في جلسة رقص صحراوية، بالمقابل أكد الشاب الصحراوي، أن عادة "العلاكة" في المجتمع الصحراوي، أمر عادي، وتندرج ضمن الافتخار، وبأنه ليس لها نفس الدلالة كما في حفلات الرقص في الأقاليم الشمالية، وهذا ما أكده ابراهيم لحيسن، المتخصص في التراث الحساني، بقوله: "العلاكة من الطقوس المهمة في حفلات الزواج والفرح عموما، حيث يتم التنافس فيمن يقدم أكثر من الفضة (أي المال)، وهي دلالة على تقدير الإبداع الفني سواء في لغنا أو الرقص أو الشعر، وهي أمر مقبول في المجتمع الصحراوي والبيضاني عموما"، وأضاف الحيسن في لقاء مع "أنفاس بريس"، "ربما كانت نية الشاب الصحراوي، عندما علك للوزير، هو التعبير له عن تقديره للتراث الحساني، أو ما نعبر عنه كبر بيه، لكن يبدو أن هناك سياق مختلف في هذه الواقعة، يختلف من حيث التأويل، ولهذا من حق الوزير أن يتحفظ على عادات صحراوية، لايعرف كنهها".
هي إذن دقائق عدة، أظهرت مدى إدراك الوزير الخلفي، للتراث الحساني الذي خصص له خلال هذا الأسبوع عددا من الفعاليات الفنية..

رابط الفيديو هنا