"شوف كنعطيهم البسكوي بالأطنان، والحليب إن شاء الله الرحمان الرحيم عام ونصف أو عامين تعديتلهوم 400 لتر، اللوبيا، العدس، ماطيشا..."، " هدك فاتت والله منعتقو في السنتيم.. شوف 50 (يعني 2500 درهم) يحطهم كاش ونحيدلو 20 ألف فرنك..."، "شكا يظن منين كان كيحشيلي اللفتة...".
هذا مقتطف نحيل من شريط صوتي يجوب مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، بعد أن قامت بتسريبه جهة ما، بغاية فضح ما يجري بقطاع التعليم بوزان، الذي وقفت مصالح الوزارة الوصية والأكاديمية الجهوية يتفرجون على اختلالاته، رغم أجراس الإنذار التي دقتها أكثر من جهة منذ ترقية وزان إلى عمالة وتعزيز قطاع التربية الوطنية بنيابة إقليمية .
الأصوات المنفلتة من الشريط، يستشف منها بأن الأمر يتعلق بمساومة مدير مجموعة مدرسية تقع تحت النفوذ الإداري لنيابة وزارة التربية بوزان لحارس بالمؤسسة التعليمية الذي يشتغل بها لصالح شركة خاصة، وذلك في إطار التدبير المفوض، حيث يطلب منه بأن يمكنه من "الديون" المتراكمة عليه بعد أن "أخل" الحارس بالتزام سابق له مع المدير يقضي بتمكينه شهريا من ثلث الأجرة المحدد حسب ادعاء المدير !.
أخطر من ذلك يؤكد صوت المدير المتسلل من الشريط بأنه كان كريما أكثر من حاتم الطائي في صرف المال العام الذي هو بعيد عن التشبع بثقافة تدبيره. لذلك لم يجد حرجا، حسب الشريط، في تبديد مواد الحليب والعدس واللوبيا والبسكوي التي تخصصها وزارة التربية الوطنية للمطعم المدرسي -الذي يستفيد منه أطفال الأسر الواقعة بدائرة الهشاشة الاجتماعية- بغاية التشجيع على التمدرس ومحاصرة ظاهرة الهذر المدرسي .
الجهة التي سربت الشريط أرفقته بعنوان يستشف منه بأن الإدارة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية تسترت كثيرا على التدبير الملتبس لهذه المجموعة المدرسية رغم علمها بذلك. وأرجع مصدر نقابي هذا التستر إلى الأجندة الكثيفة التي كان مكلف بإنجازها لصالح دائرة ضيقة بنيابة التعليم .
تجدر الإشارة بأن المتهم الذي يبقى بريئا إلى حين إدانته، كثيرا ما تحدثت عن تدبيره للمرفق العام الصحافة الوطنية، كما خصصت صفحات لجمعية الماء التي ترأسها لسنوات، وانتهت بما انتهت إليه من إفلاس و ....
