الخميس 25 إبريل 2024
اقتصاد

هل تعلم الحكومة بوجود مركز خاص للبحث العلمي اسمه "مصير"؟

هل تعلم الحكومة بوجود مركز خاص للبحث العلمي اسمه "مصير"؟

هل تعلم الحكومة المغربية بوجود مركز متخصص في البحث العلمي يسمى اختصارا باللغة الفرنسية MASCIR وعنوانه مدينة العرفان في الرباط؟

الجواب الأقرب إلى الواقع، هو أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لا تعلم أو لا تريد أن تقترب من مصير؛ المركز الوحيد الذي تتوفر عليه المملكة المغربية، ومتخصص في الأبحاث العلمية، وسط مسلسل من "النزيف الخطير" بين أطر المؤسسة العلمية، خلال السنوات الأخيرة، فأكثر من 30 من خيرة الباحثين الأكاديميين في العلوم، غادروا "مصير" والمغرب.

فقبل أيام، قامت خديجة مصلي، الوزيرة المنتدبة في التعليم العالي والبحث العلمي، بتزيين حسابها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بصور التقطتها من داخل مقر "مصير" في الرباط.. الوزيرة والقيادية في حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يقود الحكومة، لا تعلم أنها دخلت لمقر مؤسسة تقترب من الموت السريري ومن إغلاق أبوابها إلى الأبد؛ فكيف ذلك؟

يصف العارفون مؤسسة "مصير"، بـ "الفاعل الأساسي في البحث العلمي في المغربي"، أي نواة لسيليكون فالي أو مرج الاختراعات المغربي.

وأصبح "مصير"، بمصير معلق، ما بين الحكومة التي أدارت ظهرها للمؤسسة، تاركة الباب مفتوحا على رياح الخراب، بعد ابتعاد مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، عن القيام بدورها في مراقبة وتتبع إدارة "مصير"، وحجم الانجازات العلمية السنوية للمؤسسة.

وتتحدث مصادر من "مصير"، أن الحكومة والمكتب الشريف للفوسفاط ووزير التربية الوطنية الحالية، لمسؤوليتهما المباشرة، ورشيد بلمختار، ورضى الشامي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتبارهما من الشخصيات التي أسست "مصير"، جميعهم تركوا الأمور تصل إلى حافة الكارثة؛ ما يعني أن أول حكومة حملتها رياح الربيع العربي لا تملك رؤية إستراتيجية للبحث العلمي، وشعارات الإصلاح اختفت من الأجندات الحكومية.

ويطالب باحثون مغاربة، غادروا "مصير"، وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، بضرورة حصول "مصير" على صفة مؤسسة قانونية، ومستقلة عن الحكومة، وذات نفع عمومي، وبميزانية تسيير سنوية، وتخضع لمراقبة البرلمان والمجلس الأعلى للحسابات، ويقدم مديرها العام سنويا، عرضا تفصيليا في البرلمان.

وفي مطالب باحثين سابقين في "مصير"، لإخراجه من النفق الحالي، تعيين مدير عام من طرف الملك محمد السادس، لما للمؤسسة من صبغة إستراتيجية وتفرد مغربي، ولقدرتها على أن تكون قاطرة لجر قطار البحث العلمي المستقبلي في المغرب.

ويلتمس نفس الباحثين من الملك محمد السادس التدخل العاجل، لإنقاذ هذه المؤسسة، ومن بقي فيها من الباحثين، الذين يعيشون على أعصابهم، بسبب مضايقات الإدارة الحالية، التي ضيقت الخناق وجعلت الباحثين مجرد موظفين.

معلومات توضيحية عن مؤسسة "مصير" المغربية

- مؤسسة تحتوي على بنية تحتية للبحث العلمي، تضاهي بها كبريات المراكز العامية في العالم.

- يشتغل في "مصير" خيرة النبغاء المغاربة.

- نالت خلال السنوات الأخيرة جوائز مغربية لأفضل الاختراعات وعن براءات اختراعات جديدة.

- مؤسسة "مصير" حازت صفة المؤسسة التي تصدر أكبر عدد من الأبحاث العلمية المكتوبة في المغرب.

- تقدم "مصير" سنويا للمغرب اختراعات جديدة في المجالات العلمية.

- يجري باحثون في "مصير" تداريب خارج المغرب في شراكات دولية.