أبدى صامويل شمعون، مدير العلاقات الدولية بمركز "فيزنتال" (وهو مركز يهودي موجود بنيويورك)، قلق الأخير بخصوص ما صاحب المظاهرة الحاشدة التي نظمت الأحد الماضي بمدينة الدار البيضاء لأجل مساندة الشعب الفلسطيني، والمتمثل في تقمص مجموعة من الرجال لمظهر أشخاص أصوليين يعتزمون إعدام يهود، قبل أن يتم اقتيادهم من قبل شبان مسلحين يرتدون "كوفيات" كأسرى صوب مقصلة الإعدام.

ووصف صامويل شمعون تلك المشاهد التي بثت في شكل فيديو مصور، بالمزعجة لما تبرزه من معاداة للسامية، وفق تعبيره. محذرا مما يمكن أن تسببه من تأثير مزعزع للاستقرار، ليس فقط في شمال إفريقيا، ولكن أيضا بين باقي الجاليات المسلمة وسط أوربا، حيث يشكل المغاربة نسبة مهمة من بين مختلف الجنسيات الوافدة عليها.

وفي السياق ذاته، أشار مدير العلاقات الدولية بالمركز إلى التحفظ الذي لا يمكن إلا أن يخالج، بحسبه، كل ملاحظ لوجود كتب معادية للسامية بالمعرض الدولي للكتاب والنشر المنظم شهر فبراير الماضي بمدينة الدار البيضاء، والتي تحظى باهتمام بالغ داخل الوطن العربي، كمؤلفي "كفاحي" و"بروتوكولات حكماء الصهاينة" لأدولف هيتلر، وكتاب "اليهودي الدولي" لهنري فورد.

وكتبعات لهذا الوضع، لم يخف صامويل شمعون تخوفه من تفاقم مثل هذه الخطابات المعادية للسامية بالمغرب، بالنظر، كما قال، إلى مشروعي قانون اللذين قدما بالبرلمان سنة 2013 من طرف نواب يكنون العداء لإسرائيل والإسرائيليين، وكذلك بعد تجريم بعض المنظمات، المتحدثة باسم رجال أعمال، لكل أنواع التجارة والتبادل مع إسرائيل أو من لهم علاقة بها أو حتى بمنتوجاتها.

وعليه، يطالب صامويل شمعون السلطات المغربية، إن هي أرادت تفادي ردود فعل المتطرفين، التخلي عن تلك "المعاداة"، والعمل على كل ما من شأنه أن يلغيها بلا رجعة.