الاثنين 23 سبتمبر 2024
مجتمع

متى سيتم محو اسم "الخراجة" من أرشيف المعمار البائد باليوسفية؟

متى سيتم محو اسم "الخراجة" من أرشيف المعمار البائد باليوسفية؟

حصار الطبيعة وحصار المؤسسات يتكالبان على نصف ساكنة مدينة اليوسفية، مما يجعل ضفة أحياء المقاطعة الإدارية الثانية المهمشة والمفصولة بالجدار العازل وسكك لخليع تستعد كل موسم أمطار لاستقبال شتائه وبحيراته المائية بحذر شديد لتحدي العقلية الهندسية والمعمارية التي وضعت نفقين للعبور نحو ضفة الإدارات والمؤسسات منذ زمن طويل داخل مدينة أنفقت الكثير من باطن أرضها وقدمت قرابين أرواح عمالها داخل مناجم الفوسفاط ولم ينصفها معماريها ومهندسوها...

موسم الأمطار باليوسفية موشوم في ذاكرة ساكنتها بصبيب تدفق شرايين الوديان (واد كشكاط مثلا) واستقرار مياهها الملوثة بذات "الخراجتين" النفقين، مما يتسبب في قطع الطريق عنهم وعن أبنائهم، وتتوقف حركة السير والمرور في انتظار تدخلات الجهات المسئولة و"علال القادوس" للقيام بعملية "تسريح لقوادس" وضخ مياه (الخرَاجات) نحو أراضي السكك الحديدية التي اغتصبت تنفس رئة المدينة وحاصرتها بالإسمنت والحديد، دون التفكير في بديل لقناطرها الفوقية المخصصة لقطارات نقل الفوسفاط والمسافرين.

هكذا هي محنة ساكنة شاء القدر أن يتربع على أرضها قطاع الفوسفاط والسكك الحديدية الذي يحتل دون موجب قانون مئات الهكتارات الخالية التي تحولت لمطارح الأزبال ومخابئ للصوص والمنحرفين وقطاع الطرق وتشكل نقطة سوداء في معمار وعمران وتوسع مدينة ضاق وعاء عقارها بفعل الاستغلال العشوائي لذات الأراضي .

لقد قدم سنة 2008 مشروع تجزئة اقتصادية واجتماعية وبيئية على أراضي السكك الحديدية الشاسعة على إثر الزيارة الملكية لليوسفية من بين عدة مشاريع، فضلا عن مشروع إحداث ممرات فوقية تفك العزلة القاتلة للساكنة بأحياء المقاطعة الثانية بشراكة مع عدة مؤسسات وطنية وجهوية وإقليمية ومحلية.. لكن سوء الطالع أراد "للويجانطي" أن يظل على حاله بعد أن تبين أن إدارة لخليع وسككه الصدئة لا تتوفر على رسوم عقارية لتلك الأراضي الشاسعة التي تطوقها بالإسمنت والحديد، حسب تصريح العديد من المتتبعين للشأن المحلي لـ "أنفاس بريس"... وتوقف الزمن التنموي دون تدخل إداري ينصف المدينة التي استبشرت خيرا .

Yossofia-Ino

الشيء نفسه ينطبق على استثمار مشروع محطة معالجة المياه العادمة التي أنشئت داخل غابة العروك، والتي كان من المنتظر أن تشتغل منذ مدة لتحويل مياه الصرف الصحي نحو محطة غسل الفوسفاط، كمشروع بيئي يروم المحافظة على مياه الشرب، إلا أن هندسة مجاري قنوات الصرف بالعديد من الأحياء لم تنجح وفق المخطط، حيث مازالت المياه العادمة تتسرب تحت منازل الساكنة ولا تريد أن تصب نحو المشروع البيئي المذكور؟

الآن نحن مقبلون على موسم شتاء عاصفي، حسب نشرات الطقس الجوية، وأكيد أن "النفقين/ الخراجتين" ستفيضان أوحالا ومياها ملوثة وستحتاج الساكنة لقوارب النجاة والعربات المجرورة حتى تتواصل مع الضفة الأخرى وسط المدينة، نظرا للوضعية الكارثية التي مازالت قائمة رغم أن عمالة اليوسفية قادرة على طرح هذه الأولوية والوصول لحلول ناجعة تفك الحصار المضروب على المواطنين...  أو إعلان اليوسفية مدينة منكوبة تستوجب تدخل جهات عليا لإخراجها من الأنفاق المظلمة ومحو اسم الخراجة من الأرشيف الهندسي والمعماري البائد وواد كشكاط الثائر كل موسم شتاء .