الأحد 22 سبتمبر 2024
خارج الحدود

ثلاثة عشر خبيرا سيحددون حقيقة موت الشاعر بابلو نيرودا

ثلاثة عشر خبيرا سيحددون حقيقة موت الشاعر بابلو نيرودا

فريق مشكل من ثلاثة عشر خبيرا يمثلون الولايات المتحدة، كندا، إسبانيا و الشيلي، مكلف من قبل العدالة الشيلية، سيعمل طيلة الأسبوع القادم، و انطلاقا من يوم غذ الاثنين، على تحليل كل ما جمعه من فحوصات و ما تحصل عليه من نتائج التشريح و تحليل لأجزاء من جثة الشاعر العالمي بابلو نيرودا بهدف التأكد من حقيقة موته، إن كانت ناجمة عن سرطان البروستاتا كما سبق أن روج له نظام الديكتاتور بينوشي أم أن له علاقة بمؤامرة استهدفت تصفيته بواسطة عناصر سخرت لتنفيذها؟

حتى الآن، و في ضوء العمل الهام الذي قام به الخبراء، بدأت الشكوك تتبدد للاقتراب من الحقيقة التي طالما كان سائق الشاعر و صديقه الوفي مانويل أرايا يرددها عبر حكايات مليئة بأسرار ذات طابع غرائبي كان من الصعب تصديقها من الجميع بمن فيهم اليساريون و التي سبق له أن صرح لمجلة "بروسيسيو" المكسيكية بفحوى هذه الحكايات القائلة بأن رجال نظام الديكتاتور بينوشي قاموا بتسميم الشاعر بابلو نيرودا في نفس العيادة التابعة للجيش لتصفيته تفاديا لخروجه إلى المكسيك حيث كان ينوي خوض حملة عالمية ضد غاية فضح جرائمه السياسية بعد أن تلقى دعوى من الرئيس المكسيكي الأسبق.

المعطى الذي يشجع الخبراء على السير في عملهم نحو الحقيقة الكاملة، هي البكتيريا التي وجدوها، خلال التحقيق الثاني، في بقايا جثة الشاعر نيرودا بأحد مختبرات مركز العلوم و الطب الشرعي لجامعة مورسيا الاسبانية و التي بفضلها فتح باب الحقيقة لولوجه، ذلك أن نوع البكتيريا المكتشفة لا علاقة له بسرطان البروستاتا التي زعم الخطاب الرسمي لنظام الديكتاتور بينوشي بأنه سبب وفاة الشاعر العالمي نيرودا يوم 23 شتنبر عام 1973 بعد أيام قليلة على الانقلاب العسكري الدموي الذي أجهض أول تجرية ديمقراطية اشتراكية و الذي سيؤدي إلى مقتل سالفادور أليندي الرئيس الشرعي للبلاد قبل أن يبدأ مسلسل تصفية المعارضين و رموز اليسار الاشتراكي بواسطة العنف الدموي.

عائلة نيرودا تؤكد للصحافة الشيلية أن عنصرا ثالثا مسخرا قام بتلقيح الشاعر نيرودا بالباكتيريا المكتشفة. و هذا النوع من البكتيريا لم يكن معروفا أصلا في الشيلي عام 1973 حيث إلى حدود 1980 لم يتم تسجيلها في السجلات الطبية حسب ما قاله رئيس قطاع القانون في برنامج حقوق الإنسان لوزارة الداخلية رودريغو ييدو، كما ان هناك إقرار بأن الشيلي لم تكن تنتج أي نوع من هذه الباكتيريا، غير أن ما تؤكد عليه الصحافة الشيلية هو أن القوات المسلحة في عهد بينوشي كانت تستورد عددا هائلا منها لاستخدامها في الأنشطة القمعية الموجهة ضد المعارضين اليساريين، فيما أكد محامي الحزب الشيوعي  إدواردو كونتريراس الذي رفع دعوة قضائية سنة 2011 إلى القضاء الشيلي لمعرفة حقيقة موت الشاعر العالمي و الذي كان عضوا بارزا في صفوفه، بأن ذات البكتيريا كان يستخدمها الكيميائي السابق للبوليس السري لنظام بينوشي في تصفية المعارضين اليساريين و التقدميين.