توصلت "أنفاس بريس" بنسخة من البيان الذي أصدره المجلس الوطني للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط المنضوية تحت لواء (ك/د/ش).. ونظرا لأهمية مضمونه الضاج بالرسائل الموجهة لمن يهمه أمر القطاع ندرجه كما هو :
"انعقد يوم الأحد 13 شتنبر 2015 بالمقر المركزي لمنظمتنا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالبيضاء، المجلس الوطني للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط في دورة فقيد الحركة النقابية الفوسفاطية، المرحوم "نور الدين أشبيكي" الذي وافته المنية بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج. وبعد قراءة الفاتحة على روح الفقيد، وعلى كل ضحايا حوادث الشغل والأمراض المهنية بالقطاع وبشركات المناولة، افتتح المجلس الوطني أشغاله بعرض مفصل وشامل للمكتب الوطني تناول فيه الوضعية العامة بالبلاد في علاقتها بالسياسات العمومية المنتهجة والتي تتميز أساسا بالتعاطي السلبي للحكومة مع الملف الاجتماعي برمته والابتعاد عن المنهجية التشاركية في تدبير القضايا ذات الطابع الاجتماعي والبعد الاقتصادي العميقين، وذلك في محاولة الاستفراد بالقرار من أجل تطبيق الوصفات الجاهزة للدوائر المالية الدولية السيئة الذكر، خاصة فيما يتعلق بإصلاح أنظمة التقاعد.
أما على المستوى القطاعي، فالوضعية تتسم من جهة بتعزيز القدرة التسويقية للمجمع وترسيخ الثقة في حكامته داخل الأسواق المالية العالمية مما أهله لتنويع مصادر تمويل تنزيل إستراتيجيته وكذا عصرنة وتقوية أدوات إنتاجه بهدف التحكم في الكلفة وتنويع منتوجاته قصد التعامل بالمرونة المطلوبة مع متغيرات السوق العالمية للفوسفاط ومشتقاته، مع تسجيل، ربما، نقطة سوداء في هذا السجل الناصع من التدبير مردها تناسل أخبار في مواقع صحافة الأعمال حول إمكانية فتح رأسمال المؤسسة للاستثمار الأجنبي.. وهو ما يحيلنا قطعا، إن تم التأكيد على الموقف الكونفدرالي التاريخي من قانون تحويل المجمع سنة 2008 من مؤسسة عمومية إلى شركة مساهمة، وكذا مطلبنا المتكرر بعقد لجنة المقاولة لتدارس الموضوع إضافة إلى توضيح الرؤية فيما يتعلق بالتغطية الصحية التي يراد إخراجها في أفق سنة 2018، ومن جهة أخرى الضبابية، وربما الارتجال، الذي يلف بعض بنيات هيكلته الإدارية التي لم تستقر على حال لحد الآن والإهمال التدريجي للرأسمال البشري من خلال تجميد جل قنوات التواصل مع الشركاء الاجتماعيين مباشرة بعد توقيع بروتوكول اتفاق دجنبر 2014، سواء تعلق الأمر بتلك المنصوص عليها في ميثاق الحوار الاجتماعي كلجنة المقاولة أو لجنة حفظ الصحة والسلامة... أو تلك المحدثة في إطار المفاوضة الجماعية كلجنة التغطية الصحية أو لجنة التقاعد أو لجنة الشؤون الاجتماعية... مما يعد ودون أدنى شك استبعادا مقصودا للفرقاء الاجتماعيين من متابعة القضايا التي تستأثر باهتمام الفوسفاطيين كالولوج المتكرر للأسواق المالية العالمية وتطور ملفي التقاعد والتغطية الصحية... وكذا تهميش دورهم بالمساهمة في معالجة القضايا الاجتماعية المرتبطة بالسكن وتمدرس الأطفال وحوادث الشغل المميتة... مما ترتب عنه احتقان اجتماعي غير مسبوق للساحة الفوسفاطية تمظهر في الاحتجاجات النوعية والمسترسلة للشغيلة على امتداد كل المراكز الفوسفاطية دون استثناء.
وبعد نقاش عميق ومسؤول لأعضاء المجلس الوطني، والذي تمحور أساسا حول مساءلة المرحلة المفصلية التي يمر بها القطاع وتفكيك رموزها وكذا استحضار كل الصيغ الممكنة للإجابة عن الأسئلة الحارقة المطروحة حالا ومستقبلا سواء بالارتقاء بالفكر الفوسفاطي لتمثل اللحظة وتحدياتها، وإعادة صياغة مواقفها عبر تفعيل الآليات التنظيمية والنضالية المناسبة أو عبر استكشاف الأدوار الممكنة للمفاوضة من خلال تعميق البحث في مضامين التشريعات والقوانين الوطنية المؤطرة للعلاقات البينية داخل المقاولة واعتمادها لرسم جغرافية العلاقات المستقبلية.
إن المجلس الوطني وهو يثمن ويتفاعل إيجابا مع العرض الشامل للمكتب الوطني لما حمله من قراءة موضوعية نقدية بناءة للسمات البارزة التي أطرت المشهد العام وطنيا وقطاعيا ومن استنبات للعناصر الحاسمة لصياغة الأجوبة الملائمة لنقابتنا:
يقرر إطلاق اسم الفقيد "أشبيكي نور الدين" على مركز الأبحاث والدراسات والتوثيق والرقي بأداء هذا الورش من خلال إشراك المزيد من الباحثين والمهتمين بالشؤون الفوسفاطية.
يوجه تحية الاعتزاز والوفاء للشغيلة الفوسفاطية التي بوأت نقابتنا مجددا الصدارة في الانتخابات المهنية الأخيرة رغم كل المناورات ويجدد العهد لها على الاستمرار في نفس النهج بالدفاع عن مصالحها الحالية والمستقبلية والحفاظ على مكتسباتها وتعميقها.
يقف بوعي تام عند مفصلية المرحلة التي يمر منها القطاع في إنجاح الاستراتيجيات المعتمدة والتي ما بين ما تتطلب تعبئة استثمارات ضخمة تفوق إمكانية التمويل الذاتي مما يحيلنا على ضرورة الانتباه إلى نسبة المديونية وتوضيح طبيعة الشراكات المعقودة مع الفاعلين الدوليين في الميدان واعتماد سياسة تواصلية شفافة حول الإستراتيجية المالية خاصة تلك المرتبطة برأسمال المجمع.
يسجل بامتعاض التدخل المتعدد الأوجه لبعض الأطراف الإدارية في العملية الانتخابية الأخيرة المتجلية قبليا في تكييف مخدوم للقوانين المنظمة للانتخابات، علاوة على المساهمة الفعلية في الدعاية المغرضة ضد نقابتنا.
يشجب بشدة محاولة التملص من الالتزامات السابقة والتعمد في سوء ترجمتها كما هو الحال في السكن والشؤون الاجتماعية وتاريخ تطبيق الترقية الأخيرة... ويثمن بالمناسبة رسالة المكتب الوطني الأخيرة في الموضوع الموجهة للسيد الرئيس المدير العام.
يستغرب استمرار تغييب مؤسسات التمثيلية والتفاوضية وهو ما يمكن اعتباره تحقيرا مقصودا لمقتضيات ميثاق الحوار الاجتماعي، ومساهمة غير محسوبة في إضعاف الثقة في التعاقدات الاجتماعية من هذا القبيل.
يؤكد على ضرورة إجراء المفاوضة الجماعية برسم 2015 في أقرب الآجال على قاعدة العمل المشترك الجاد والمسؤول مقرونا بتصحيح الاختلالات التي لازمته في السابق وعلى راهنية اعتماد جيل جديد من التعاقدات الاجتماعية على قاعدة التشريعات والقوانين الوطنية دون إغفال رسملة التجربة السابقة وكذا إبراز مكانة ودور النقابة الأكثر تمثيلية وذلك من أجل إبرام اتفاقية جماعية تؤرخ لعقد من التشاور الاجتماعي المؤسساتي.
يفوض للمكتب الوطني بتدبير المرحلة بناء على نقاش وقرارات المجلس الوطني.
يؤكد استعداده لصياغة وتنفيذ برنامج نضالي تصاعدي لمواجهة أي تراجع أو قرارات تمس حاضر ومستقبل المؤسسة والشغيلة ."