السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

رحيل الدكتور محمد بناني الناصيري.. الرجل الذي أمضى حياته في الدفاع عن أمن المغاربة الصحي

رحيل الدكتور محمد بناني الناصيري.. الرجل الذي أمضى حياته في الدفاع عن أمن المغاربة الصحي

بعد معاناة مع المرض الخبيث، لبى الدكتور محمد بناني الناصيري، صباح اليوم السبت، نداء ربه. ومن المعلوم أن الراحل كان من أشد المدافعين عن تمتع المواطنين بكافة شرائحهم  ومستوياتهم بالتغطية الصحية، بما فرض عليه ذلك الحرص من تصادم على أكثر من واجهة مع الوزارة الوصية. كما أنه برز ومنذ أن أعلن عن تخويل غير المنتمين للقطاع الصحي من رجال الأعمال حق الاستثمار في المجال، كرافض لهذا التوجه. وقد سبق لجريدة "الوطن الآن" أن أجرت حوارات كثيرة مع الفقيد بهذا الخصوص وغيره من الملفات التي شغلته استماتة في وجه ما يمس من قريب أو بعيد أمن المغربي الصحي.

وللإشارة، فإن الدكتور محمد بناني الناصري الذي رحل في سن 64 عاما، ولد بمدينة مولاي إدريس زرهون، قبل أن يشد الرحال إلى رومانيا حيث تلقى تعليمه العالي في حقل تخصصه، فيما انتقل عقب ذلك إلى فرنسا واشتغل بالعديد من مصحاتها. لكن وفي نهاية مراكمته ما يكفي من الخبرة والتجربة عاد إلى أرض الوطن. ليبدأ مشوارا جديدا عجز فيه المتتبعون عن التفريق في شخصه بين الطبيب والمناضل، بين الإنسان والمثقف، ثم بين النقابي والسياسي... أو كما جاء في قول أحد المقربين إليه، فهو  قطعة واحدة لكل تلك المواقع، قطعة من معدن نبيل. ظل هو نفسه، في العيادة كما في الحزب، في المقهى كما في النقابة... ظل واقفا حين ركع الكثيرون، شامخا حين داهمنا الانهيار، نقيا حين اتسخت من حولنا المفردات، مضيفا، آسف... لست أجد حروفا تسعفني في هكذا قامة، ولن أبحث عن حروف كي تزين المعنى. أجمل الحروف هنا اسمه، أبلغ المعنى هنا، أن أكتب الدكتور بناني فقط، كي تكتمل القصيدة... كي يصبح للغات كل البهاء.

وبهذه المناسبة المفجعة، يتقدم موقع "أنفاس بريس" بأحر التعازي لأسرة الفقيد، وجميع أقربائه ممن شقوا إلى جواره طريق النضال، سائلا له المغفرة والتواب، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

هذا، ومن المنتظر أن تشيع جنازة الفقيد يوم غد الأحد بمدينة الدار البيضاء.