السبت 21 سبتمبر 2024
خارج الحدود

لماذا ترکز طهران على مجاهدي خلق دون غيرها؟

لماذا ترکز طهران على مجاهدي خلق دون غيرها؟

منذ تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وترسيخ حکم رجال الدين المتشددين في طهران، نجح هذا النظام في تصفية معظم خصومه والقضاء عليهم واحدا تلو الآخر وبصور وطرق وأساليب مختلفة، لکن ومن بين کل هؤلاء الخصوم، برزت منظمة مجاهدي خلق کخصم عنيد وصعب المراس ومقاوم لايکل ولايمل من المقارعة والمواجهة حتى في أسوء الظروف والأوضاع وأشدها وطأة، وقد عانى رجال الدين الحاکمين في طهران ولا يزالوا يعانون الامرين من صراعهم مع هذه المنظمة التي تألقت في صمودها و مقاومتها وكفاحها المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود بوجه هذا النظام.

منظمة مجاهدي خلق التي اشتهرت ومنذ انطلاقتها في عام 1965، بکونها واحدة من أقوى المعارضات السياسية الفکرية النشيطة في الساحة ضد نظام الشاه السابق ويعلم العالم کله بدورها المحوري والأساس الذي مهد لإسقاط نظام الشاه في 11 شباط من عام 1979، وإنجاح الثورة الايرانية، لکن وبسبب رفضها لاستبدال الملکية الدكتاتورية بنظام ديني مستبد أو استبدال التاج بالعمامة، فإنها اصطدمت مع التيار الديني المتشدد الحاکم، وقد کلفها ذلك أکثر من 120 ألف شهيد قدمتهم على ضريح النضال من أجل حرية الشعب الايراني وإنقاذه من ربقة الاستبداد الديني.

هذه المنظمة التي کان لها دور أکثر من بارز في کشف وفضح مخططات طهران ضد دول المنطقة والعالم کما کان لها دور محوريا مؤثرا في کشف الماهية العدوانية للبرنامج النووي الإيراني وإن الغرض من ورائه هو فرض إملاءات وشروط على دول المنطقة، ولعل أن الاعتراف الذي أدلى به حسن روحاني رئيس الجمهورية في کتابه (الأمن الوطني والدبلوماسي النووي)، بشأن دور منظمة مجاهدي في کشف حقيقة البرنامج النووي الإيراني، يأتي بمثابة شهادة واقعية على دور وتأثير هذه المنظمة على الساحة الايرانية وإمكانياتها بأن تکون رقما صعبا و صانعا للحدث.

روحاني الذي اعترف في كتابه المذكور قائلا: "لقد وعدت منظمة الطاقة النووية للمسؤولين في النظام في عام 2000 بأنها ستكون قادرة على انتاج 30 طنا من الوقود المخصب بنسبة 3،5 بالمئة حتى نهاية عام 2002 وذلك بتشغيل 54 ألف جهاز للطرد المركزي ... وكان رأي منظمة الطاقة النووية ان تكتمل منشآة نطنز ثم إطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ذلك، إلا أن منظمة مجاهدي خلق فجأة وبأمر من أمريكا نظمت مقابلة صحفية ووجهت تهما واهية إلينا مما أدى إلى صخب إعلامي كبير"، وقد کانت المنظمة دائما ومن خلال شبكاتها العاملة في داخل إيران، لها دور استثنائي في الکشف عن الکثير من الأمور السرية المتعلقة بالبرنامج النووي بالإضافة الى إنها قد ساهمت الى جانب ذلك في کشف و فضح المخططات المشبوهة المختلفة التي کانت تستهدف أمن واستقرار المنطقة من أجل تحقيق أهداف وغايات مشبوهة على حساب المنطقة، ولذلك فليس بغريب أو عجيب على هذا النظام أن يقوم بالتركيز بعد توقيعه على الاتفاق على المنظمة و ترديد شعارات الموت ضدها، لکن من الواضح أن هذه المنظمة وکما صمدت وقاومت وناضلت حتى أسقطت نظام الشاه فإنها عازمة أشد العزم على إعادة الکرة وإسقاط هذا النظام الذي أذاق إيران والمنطقة والعالم الامرين.