الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الحميد جماهري: «فيلم منصور اللي فيك» على موقع البيجيدي!

عبد الحميد جماهري: «فيلم منصور اللي فيك» على موقع البيجيدي!

المطلوب عاجلا، مترجم من اللغة الفصحى إلى «الدارجة» المغربية لكي يفهم الذين نشروا مدونة الصحافي المصري أحمد منصور في موقع «البيجيدي» معناها الصحيح.

المطلوب من يشرح للسادة الأفاضل في الحزب الذي يقود الحكومة، ما معنى: الشواذ!

بلا لف ولا دوران (سوى دوران المعنيين بالأمر طبعا!).

وفي حالة تعذر الشرح، لا بأس من الاستعانة بفيلم نبيل عيوش، «الزين اللي فيك» عندما تتحدث الممثلة أبيضار، بائعة الهوى في مراكش إلى «الشاذ» جنسيا وتخاطبه بالدارجة، بالكلمة التي على بالكم والتي بسببها منعوا الفيلم اللي ف…. بالكم!

المطلوب عاجلا، مترجم من اللغة الفصحى إلى «الدارجة» المغربية لكي يفهم الذين نشروا مدونة الصحافي المصري- القطري أحمد منصور في موقع «البيجيدي» ، يفهموا المعنى الصحيح بالدارجة المغربية لكلمة المرتزقة والآفاقين وشذاذ الآفاق..

والمعنى الصحيح للقاموس النبيل الذي استعمله الصحافي المستزوج وهو يصف من نشروا خبر زواجه العرفي بـ «أهل الفتنة والرذيلة والفحش والفساد وانعدام الرجولة..».

يصعب علينا أن نتحدث في رمضان (اللهم لا رفث) عن: الرذيلة بالدارجة!

وعن الفحش بالدارجة..! 

وعن الفساد، وإن كان قريبا من الدارجة..

وعن انعدام الرجولة بالدارجة.

(ولعلها قلة النفس التي اتهم بها رئيس حكومتنا الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار في النقاش حول الخيانة الزوجية!!).

فمن الذي سيجرح النفس ويخدش الحياء : ممثلة في فيلم أم صحافي يستجوب رئيس الحكومة عن البلاد، من ألف الأحزاب إلى ياء الملكية، وينعتنا جميعا بالقوادين وأهل الفتنة والرذيلة والفحش والفساد وانعدام الرجولة.؟
وينعتنا، وهو يشعر بأنه «اخترقنا» في زواج عرفي (لم ينفه ولو لحظة واحدة من لحظات غضبه الإخواني الرفيع ..) ب «الساقطين والقوادين وسفلة السفلة من سياسيين وإعلاميين ممن يعيشون فى المستنقعات ويقتاتون على المحرمات والرذائل وأعراض الناس». 

يصعب علينا أن نضع كلام البطلة في فيلم عيوش، وكلام الإعلامي النجم في سماء الإخوان جنبا الى جنب، لأن الكلمات التي قالها فينا لا خيال فيها ولا سينما، بل هو حقيقة شعوره إزاء هذا البلد، الذي قدم له رئيس حكومته في حوار على حلقتين وقدم له سيدة وشهودا وحالة أنس متنقلة من باريز إلى اسطنبول.. بول آخويا بول! 

ومنحه الموقع الرسمي لحزب الرئيس ذاته.

من حقه أن يشعر أنه أمام سياسيين وإعلاميين (كيتنا احنا اللي فينا بجوج!) يقتاتون من الرذائل والمستنقعات، لأنه لم يحتمل أن يوجد من يكتب عنه- ولو كان من باب الخطأ- أنه وجد من يقدم له جسدا على طبق وحياة من ورق لا يساوي ثمنه في التدين المغربي وزواج متعة في بلد السنة يعفيه من الشعور بالزنا!
من حقه أن يصف من نشر خبرا- حتى ولو كان خاطئا ويقبل الرد بقوة- بأنه من القوادين!

فهو الشعور الطبيعي لمن اعتبر أنه دخل البلاد فاتحا ووجد من يقوده (من القيادة والقوادة معا) إلى مخدع العروس، بمزامير سرية وطبول لا تُقْرَع بغير .. الذكر الإخواني الشريف!

يصعب علينا أن نترجم للذين يتنافخون شرفا دفاعا عن اللغة العربية وعن الدم المغربي المهدور في فيلم نبيل عيوش، ما قاله السيد أحمد منصور في حق مغاربة أو مجموعة من المغاربة تابعوا قصته!

لأنها نفس الكلمات، و«أخضر» من كلمات الفيلم، كلمات لا تفهمها الحشرات والطفيليات وتفهم كلمات السيد منصور!

من حق الصحافي أن تكون له حياة سرية إذا شاء، ومن حقه أن يعيشها كما يفهم هو الحياة السرية تحت غطاء الانتماء الى الثورة الإخوانية المجهضة.. 

من حقه أن يكون له ميل إلى حزب "العدالة والتنمية" وأن يسقط عليه ما يريد من الأحلام الوردية التي توقفت في مصر على هاوية الدم والقتل والمجنزرات العسكرية..

لكن ليس من حقه أن يسقط علينا قاموسه الذي لم يعد ينفع في أي بلاد من المشرق البعيد.
كما ليس من حق «العدالة والتنمية» أن يسمح له بأن يسب المغاربة باسمه وأن ينعتهم بالأسماء السفلى التي نعتهم بها، حتى ولو كان ذلك مديحا له!

فهو حزب يقود الحكومة التي ترعى شؤون المغاربة وسمعتهم!

لنضع كلام أحمد منصور على لسان الممثلة أبيضار ونرى:هل نشر فيلم «الزين اللي فيك» كلاما أفظع من كلام الصحافي ورذيلة أكبر من الرذيلة التي رصع بها السيد أحمد منصور عباراته؟
أبدا !

وهل سنصدق وزير العدل والحريات مصطفى الرميد وهو يردد بأنه سيستقيل إذا تم تشريع الجنس خارج الزواج، والحال ألا أحد تكلم عن ذلك بالصراحة نفسها التي يخافها، والحال أنه لم يتكلم لحد الساعة عن الأخبار التي قالت إنه  كان سيحضر الزواج المفترض عرفيا بين السيد منصور والسيدة حرمه العرفية، وهو بالعرف المغربي جنس خارج الزواج؟

أبدا!
هل سنصدق الذين سيدافعون عن الشرف لتبرير منع فيلم أو محاربة سهرة غنائية وهم ينشرون في موقعهم (قبل الضجة والسحب الموالي لها) من ينعت المغاربة بالقوادين (المرجو استعمال الديكودور اللغوي المعلن عنه في فيلم نبيل عيوش) وعديمي الرجولة، والسفلة، وسفلة السفلة.. والشواذ…؟
أبدا!
كان على السيد أحمد منصور أن يكذب، وأن يطلب من التي ورد اسمها واسم عائلتها أن تساعده بشرفها وشرف عائلتها وتعلن بأنها غير معنية وينتهي الأمر وينفض أمر هؤلاء الذين يصنعون الأخبار المزيفة، لكن كيف غاب عنه ذلك وهو يعرف، كما ورد في مدونته أن هذا من صنع من «نسجوا قصصا منوهم خيالهم المريض وترويج أجهزتهما لفاسدة »؟

بالمناسبة ماذا يقول رئيس الحكومة المغربية في «اتهام السيد منصور للأجهزة الفاسدة في ترويج قصصا» من نسيج الخيال المريض؟

والمناسبة أيضا أعلن تضامني مع رئيس حكومتنا وهو يقود الحرب على الفساد لكن «قوادين» كثر يقودون قصصا خيالية ضده. وهو مسكين تتساقط عليه القصص الواقعية من الطبطبائي (أتخيل رئيس الحكومة وهو يقسم: والله لو كنت عارف ما نحط ..طب طب طب طب ،، على غرار ما نحط تر، ت ،تر .. في هاد الكرسي!)، الى الخطبة الضائعة بين وزيرين عاشقين، الى اتهام قيادي كبير بحضور زواج عرفي …وهي كلها قصص تقع في المنطقة المعزولة من الجسد والمنزوعة.. اللغة الدارجة!