الجمعة 19 إبريل 2024
جالية

كريم عسكري: رمضان في اسكندنافيا مزيج من الشرق العربي والمغرب العربي والشرق الآسيوي

كريم عسكري: رمضان في اسكندنافيا مزيج من الشرق العربي والمغرب العربي والشرق الآسيوي

شدد كريم عسكري، نائب رئيس مؤسسة الحوار والتواصل المغربي بآيسلندا، على أن عدم وجود أئمة متخرجون من جامعات معروفة وتلقوا علومهم على أيدي أهل العلم ومعرفة القوانين وعادات وتقاليد البلد، يجعل من مساجد المسلمين أماكن لنشر الفكر المتطرف ضد الجالية أولا، وتخريب المجتمع ثانيا، ومن ثم تجنيدهم نحو المناطق التي بها مصيرهم الأسود والوقوع بأيدي أفكار وجماعات مثل "داعش" وغيرها..وأضاف في حوار مع "الوطن الآن"، أن عموم المغاربة مندمجون في بلدان المهجر، ونسبة الاندماج تختلف من دولة إلى أخرى حسب المستوى الثقافي للجالية المغربية والبيئة التي توفرها هذه الدول..النص الكامل للحوار:

كيف  يمكن الحديث عن أجواء رمضان في الدول الإسكندنافية خصوصا في إيسلندا مع أكثر من 20 ساعة من الصيام؟

إن للتدين طعم خاص في الغربة لأنه يربط المغترب بثقافته الدينية ويحرك فيه مشاعر الإيمان، وخاصة أيام شهر رمضان المبارك حيث إن لكل جالية عادات وتقاليد مستنبطة من بلدانهم الأصلية، فيسترجعون معها ما يذكرهم ببلدانهم وأهليهم، فرمضان في اسكندنافيا مزيج من الشرق العربي والمغرب العربي والشرق الآسيوي، ترى في مساجد الجاليات خليط هائل من العادات التي تبين عظمة الدين لما حمله العرب بين جنباتهم هداية ونورا وسلما وأمنا إلى العالمين، وبرغم الساعات الطوال لنهار رمضان) أكثر من 20 ساعة) لما في ذلك من شق الأنفس على بعض الفئات من المسلمين، لكنه في نفس الوقت إيجابي لأنه يجبر المسلمين على الحضور في المساجد ساعات ما بين المغرب وحتى الفجر ويتناولون الفطور والسحور معا، وهنا يجد المرء أصناف الأطعمة المنحدرة من بلدان شتى، وثمة شيء آخر يجعل المغاربة يتميزون على غيرهم وهو حضور الائمة المبعوثين من وزارة الأوقاف المغربية حيث يصل لدول اسكندنافيا، عدد كبير من الائمة المتميزون بأصواتهم وأخلاقهم الإسلامية الرفيعة والمغربية الأصيلة التي تحمل توجيهات صاحب الجلالة، نصره الله، لنشر الوسطية والاعتدال وهداية الناس وتثبيت المسلمين على عقيدتهم ودينهم وحبهم للخير والسلام. فكل عام والمسلمون بتنسيق مع سفارة المغرب لاستقبال الأئمة والقراء لإمامة المسلمين في صلاة التراويح، وغالبا مايترك هؤلاء علاقات وطيدة بالمصلين يتواصلون معهم بعد سفرهم وإن حالف الحظ بعضهم فيأتي مرات وتصبح العلاقة أقوى والفائدة أعم وأفضل. فكل الشكر للقيمين على الشأن الديني بالمغرب على جهودهم الخيرة في خدمة الدين والجالية..

هل هناك فتوى من أجل مراعاة مواقيت غروب الشمس وأوقات السحور، تتوخى التخفيف عن الصائمين؟

تغرب الشمس في العاصمة "ريكجافيك"، في منتصف الليل، ونمسك عن الإفطار في حدود الساعة الثانية صباحا والربع.. اي أننا نصوم قرابة 22 ساعة، هذا مع العلم أن العاصمة الإيسلندية هي ضمن المناطق التي تغرب فيها الشمس، عكس مدن الشمال الإيسلندي، التي ليس فيها غروب للشمس في 10 أيام الأولى من شهر رمضان، وهناك فتاوي تراعي التخفيف على الناس، من قبيل احتساب وقت الإمساك والإفطار حسب أوقات الاعتدال الخريفي أو الربيعي، أي نفس توقيت الفجر والمغرب، حين يستوي الليل والنهار وآخرها الفتاوى، نجد مجلس الإفتاء الأوروبي.. ونحن الآن في تشاور مع بعض القيادات الإسلامية في الدول الاسكندنافية قصد التوافق على فتوى موحدة..

إذا كانت الجالية المغربية في أوربا الغربية تحاصرها مخاطر التطرّف سواء الشيعي او الداعشي، ما هي تحديات التدين لمغاربة أوربا الشمالية؟

إن التحديات كبيرة جدا في الحفاظ على المنهج الوسطي المعتدل والمنضبط بأوامر الدين واتباع العلماء الثقاة، فعدم وجود أئمة متخرجون من جامعات معروفة وتلقوا علومهم على أيدي أهل العلم ومعرفة القوانين وعادات وتقاليد البلد، يجعل من مساجد المسلمين أماكن لنشر الفكر المتطرف ضد الجالية أولا، وتخريب المجتمع ومن ثم تجنيدهم نحو المناطق التي بها مصيرهم الأسود والوقوع بأيدي أفكار وجماعات مثل "داعش" وغيرها، وقد دفعت الجالية المسلمة الكثير من الثمن من خلال التحاق بعض أبناءهم بهذه الحركات المتطرفة التي لاتخدم الدين، بل تشوهه وتسود صورته.. أما التشيع وانتشار الرافضة فأمر مقلق حيث تقوم إيران بدعم مراكزهم وتعيين الأئمة ونشر ضلالتهم واستضافة الشباب إلى قم وطهران لينقلبوا على دينهم وبلدانهم، لكن بفضل الله تعالى، وتنبه الجالية فأثرهم في اضمحلال عاجل، ولذلك من المهم ان تهتم المملكة المغربية بالجاليات وخاصة المغربية منها، وإرسال الائمة واقامة الندوات والمؤتمرات التي تبين منهج الحق وتنشر الوسطية والاعتدال بين المسلمين.

في نظرك ما الذي يغري مغاربة وعرب أوربا في الانضمام لـ"داعش"؟ وكذا الأوربيين من الجنسين؟

أولا" عدم وجود إدارات قوية وواعية للمراكز الإسلامية والمساجد، ثانيا: وجود متطفلين من أئمة متطرفون يحشون أذهان الشباب بهذه الأفكار، ثالثا: عدم توظيف الشباب المسلم والاهتمام به وتعليمه أمور القيادة والفهم الصحيح للمواطنة الصالحة في بلدهم الذي يعيشون فيه، رابعا عدم وجود محاضن وبيئات صالحة توفر لهم وسائل الترفيه الهادف والعلم الصحيح..

هل يمكن الحديث عن اندماج المغاربة في المجتمع الإسكندنافي؟

المغاربة أهل حضارة، بل وحضارة عريقة في التاريخ تنوعت بتنوع البيئة المغربية فهناك العرب والأماريغ بأنواعهم وأهل الصحراء وغيرهم من أهل الجبال والثلوج وأهل الشواطئ والصحاري، هذا التنوع في البيئة المغربية يجعل المغربي لا يجد أي صعوبة في الاندماج مع أي نوع محترم من البشر، كيف لا وقد أضحى الاندماج أسلوبا ومنهجا للحياة في هذه الدول. فعموم المغاربة والحمد لله مندمجون في هذه البلدان، ونسبة الاندماج تختلف من دولة إلى أخرى حسب المستوى الثقافي للجالية المغربية والبيئة التي توفرها هذه الدول. بالإضافة إلى كل هذا فالمغاربة مرحين بطباعهم، فلا يخلوا كلامهم من المرح وإدخال السرور على الغير دون التفريط في الجدية وإتقان العمل. هذا بخصوص الاندماج في المجتمع الاسكندنافي، أما مشاكل ومعاناة المغاربة الأسرية والاجتماعية على وجه الخصوص فتحتاج إلى كلام طويل مثلها مثل باقي الجاليات وهذا ما يطلق عليه اسم (ضريبة الغربة).

كيف يعالج مركزكم هذه الإشكاليات الروحية والمجتمعية بالنسبة لمغاربة إيسلندا؟

الغرض من السعي في تأسيس مؤسسة الحوار والتواصل المغربي الآيسلندي هو الحاجة الماسة لها، لما تلعبه من دور فعال في التعريف بالمغرب وثقافته وتقاليده في كل الملتقيات والمحافل الثقافية والحفاظ على الهوية الثقافية للجالية المغربية وأن تكون همزة وصل بين الجالية والوطن وتوطيد أواصل العلاقة بين أبناء الجالية ووطنهم الأصلي (ربط الغصن بالشجرة ) ووجهة رسمية يتسنى من خلالها تقديم الخدمات للجالية المغربية لا سيما وأنه لا يوجد بآيسلندا ملحقة ثقافية أو سفارة مغربية، في سبيل توفير الراحة وتيسير الخدمات الإدارية والأنشطة الثقافية للجالية المغربية بآيسلندا، إننا نسعى من خلال هذه المؤسسة، لبناء نموذج متميز قادر على المنافسة يستهدف أبناء الأقلية الإسلامية في آيسلندا، ويسهم في تعزيز التواصل الحضاري مع المجتمع الآيسلندي بوسائل عصرية ويجسر الهوة بين الشعوب الآيسلندية، بقيم:الحوار، التسامح، التعايش، المواطنة، النزاهة، الانفتاح، الجودة، الشفافية..