الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الحميد جماهري: البارون عبد الاله دوكوبيرتان!

عبد الحميد جماهري: البارون عبد الاله دوكوبيرتان!

ذكرتنا البطلة الاولمبية، نوال المتوكل، في محاضرة لها بالمحمدية أول أمس، أن البارون بيير دي كوبرتان، الذي عاش ما بين 1863 وسبتمبر 1937 المعروف أيضا بـ (بيير دي فريدي) مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة ومصمم رموزها.. هو الأب الروحي لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران.

فقد روت البطلة المغربية أن الرجل كان يعتبر حضور المرأة في المنافسة الرياضية الأولمبية، في الزمن الجيولوجي الأول لتلك الألعاب "غير ذات جمالية، وغير ملائمة..". وهو مثل عبد الإله الذي ورث عنه شعاره الأولمبي الضارب في الرجعية، بدون أن يعرف أنه أمام رقم قياسي بدوره، كان يعتقد بأن المكان الملائم للمرأة هو… السقف، كثريات مذهبة وهو البيت.. كأم تبعث الحرارة كلما انكمشت في غرفتها!

كان هذا التذكير، الذي جاء بدون أن تقصده البطلة طبعا، في اليوم ذاته الذي وافق فيه البرلمان على الرفع من تمثيلية المرأة المغربية في الجماعات المحلية القادمة من 12% إلى 27%..

استخلصت البطلة الرقيقة، باستعجال من ألفت الوصول إلى النهاية بسرعة فائقة، لا تتجاوز 54 ثانية، بأن هذا التفكير لم يعد حاضرا، وأن العالم تطور، والحقيقة أن البرلمان بمصادقته على مشروع يتناقض مع نظرية الثريات في السياسة كان يفرض على بنكيران أحد أمرين: إما أن يعلن، عن طريق حزبه بالوضوح اللازم أنه ما زال عند فكرته عن المرأة ، وبالتالي يكون منسجما مع «الثرياتولوجيا» في علم السياسة أو أن يعلن تخليه عن الفكرة "الاسلامية" في التفكير "الثرياتولوجي".

وهو لم يقم بأي من ذلك!

الألاعيب الأولمبية التي نظمها وينظمها رئيس الحكومة، منذ أن دخل زمن سباق الانتخابات الطويلة، هي التي يصدق عليها بالفعل قول البارون دوكوبيرتان بأنها غير ذات جماليات وغير ملائمة، لأنها لا تحتفظ بالحد الأدني من القسم الذي يلح على أن "أهم شيء في الألعاب الأولمبية ليس الانتصار بل مجرد الاشتراك.. وأهم ما في الحياة ليس الفوز، وإنما النضال بشرف".

لقد سايرت الحكومة الرئيس عندما بحثت عن «إخراج» غير مشرف لها وللسياسة لهذا التصويت الذي أصبح مكسبا للأمة جمعاء وليس المغربيات فقط.

فالكل بعرف أنها معركة المعارضة في أغلبها، وأن الحكومة، عبر المركز المدبر لها كانت تعارض هذا التوجه، وما يسجله البرلمان لا يمكن أن يغيب عن المتتبعين لمواقفها، ولهذا اختارت أن يكون المقترح باسم لجنة المناصفة وهو شرف يعتز به كل من صارع من أجل المناصفة ودافع عنها وقاوم الردة ضدها.. في حين يكشف التلاعب البعيد عن الروح الأولمبية، حتى تلك المفرطة في الذكورية النرجسية.. أمام دوكبيرتان المغربي 72% من «الثريات» في الجماعات المحلية والمدن واللواتي اخترن أن يضئن بلادهن وعقول المجتمع، بمن فيها العقول التي لا تدخلها الكهرباء أو المصابيح عادة!

والبقية آتية، ولا شك في السباق 400 متر حواجز!!